أدانت محكمة جزئية بمدينة لاهاي الهولندية مساء أول من أمس ، الفنانة نادية، وقضت بعدم جواز استخدامها شعار أو أحد منتجات شركة الموضة والأزياء الفرنسية لويس فوتن في لوحتها علي هذا النحو ، وعليها إزالة الشعار من اللوحة أو عدم عرض اللوحة مجدداً في أي مكان للجمهور أو علي شبكة الانترنت ، معتبرة وجود الشعار باللوحة انتهاكاً للعلامات التجارية للأزياء والملكية الفكرية ، واستخدامها علي نحو مسئ وفقاً للمحكمة. جاء ذلك رداً علي الدعوي القضائية العاجلة التي أقامتها الشركة الفرنسية ضد الفنانة بلسنير في هولندا ، حيث تدرس نادية بلنسير الفن بأكاديمية ريتفليد ، لرسمها احد منتجات الشركة يمثل حقيبة أطفال عليها الماركة التجارية ، ويحتضنها طفل سوداني تبدو عليه علامات الجوع والمرض في قلب لوحة دارفوريكا ، والتي تعبر فيها الفنانة عن مأساة أهالي دارفور ، وهو ما اعتبرته الشركة الفرنسية تشويهاً لسمعتها واتهامها أمام العالم بعدم المبالاة بمأساة هذا الإقليم السوداني وطالبت الشركة خلال الدعوى ، بمنع الفنانة من عرض اللوحة ، بل وإزالة شعار الشركة منها .
وقد أثار قرار المحكمة ردود أفعال متضاربة بين الفنانين في هولندا ، وهو ما عبر عنه المصور الفني روبن اوبنهايمر والذي أكد ان استخدام العلامات التجارية والرموز ينتمي الي اللغة البصرية لدى الفنانين ، فيما أكد ديريك فيشر ، أستاذ قوانين حقوق الملكية الفكرية بجامعة لايدن إن استخدام أية رموز فنية يهدف الي المصلحة العامة يجب أن يخضع للرقابة الذاتية من الفنان ، فمن حق الشركة الفرنسية إقامة الدعوى لحماية حقوق الملكية لشعارها ، باعتبار وجود الشعار علي هذا النحو يمثل تناقضاً صارخاً للاستغلال الرأسمالي وعدم المبالاة بما يعاني منه سكان دارفور ، ألا إن استخدام الرموز والعلامات التجارية أمر شائع في الفن ، ولا توجد قيود لتحديد كيفية استخدامه قانونياً.