قصة جمعية حققت التكافل الاجتماعي ووفرت المساكن جنوب الخرطوم

بات السودانيون يتوقون للعودة إلى التعاونيات كأحد أشكال التكافل الاجتماعي التي تتيح لهم مواجهة الحالة المعيشية والحصول على كثير من الاحتياجات وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر على حد سواء، فإقامة المشروعات المشتركة تتيح لهم ميزات لا يمكن أن تتحقق لكل فرد على حده، وهو ما جعل الحاجة ملحة الآن لمثل هذه الأساليب زائداً الادخار والائتمان حتى يكون الناس في وضعية تجعلهم أقوى من الظروف المحيطة بهم.
ومن خلال فكرة طرحتها بعض النساء بمحلية جبل أولياء لقيام جمعية تعاونية أطلقن عليها (السلام للائتمان والادخار) نجحت في تقديم كثير من الخدمات والأعمال لمنطقة ود العقلي (جنوب الخرطوم)، حتى أن هذا النجاح رفع وتيرة الحماس لتشمل الأنشطة المناطق المجاورة، وارتفعت العضوية من عدد محدود ليبلغ عددهم أكثر من 3 آلاف عضو حالياً.
الجمعية بدأت ببعض المشاريع مثل توفير المواد التموينية لشهر رمضان لأعضاء الجمعية خلال السنوات الماضية، وتوفير خراف الأضاحي للأسر غير المستطيعة، وإقامة أيام لإصحاح البيئة وتقديم العلاجات. ومروراً بتنفيذ عدد من مشاريع الختان للأطفال والزواج الجماعي لمئات الشباب، وانتهت الطموحات إلى مشروع رائد قد لا يصدق الكثيرون أن تقوم جمعية بتنفيذه، أطلق عليه برنامج صندوق السكن التعاوني والذي مكن الآلاف من الحصول على قطع أرض سكنية بأقساط في متناول اليد.
وتقول رئيس الجمعية آمال حسب الله بلال والتي كان لها دورها الكبير في نجاح نشاطات الجمعية، أن الهدف الأساسي من إنشائها هو الوقوف مع الأسر الفقيرة خاصة النساء اللائي يشكلن أغلبية العضوية، مشيرة إلى أن الجمعية تلزم الأعضاء باشتراك شهري رمزي لا يتعدى (5) جنيهات لتصرف في البرامج الاجتماعية التي تشمل كفالة أسر بأكملها، وحتى الحالات التي تحول من ديوان الزكاة تقوم الجمعية باستقبالها، إضافة لتوزيع المواد التموينية على الأسر الفقيرة دون مقابل. ولم تقف الأنشطة عند هذا الحد بل شملت قافلة لكسوة المتأثرين في دارفور إضافة لتمويل عدد من مشروعات الأعضاء ودعم المرابطين بالوجبات والاحتياجات.
وحول مشروع صندوق السكن التعاوني تقول حواء أحمد مسؤولة الإعلام بالجمعية أنه يهدف لإيجاد حل لأزمة السكن التي هي المطلب الأول للاستقرار، وقالت: بدأت المرحلة الأولى بشراء مزارع ملك حر من اشتراكات وأقساط الأعضاء الراغبين في امتلاك قطعة أرض، وتسجيلها باسم الجمعية ثم تحويلها من اسم المستفيد بعقد موثق وايصال مالي بعد تقديم المستندات المطلوبة. وحالياً تم توزيع الكثير من القطع للمستفيدين الذين بدأوا في البناء مباشرة تحقيقاً للاستقرار الذي يقي الكثير من سكان المنطقة تكلفة الايجارات العالية.
ويصلح نموذج (جمعية السلام للائتمان والادخار التعاونية) ليعمم على مختلف المناطق التي يمكن أن تحقق الفائدة لمجتمعها بصفة عامة والأسر خاصة من إقامة مثل هذه الجمعيات. وبما أن الدولة وحدها لن تستطيع أن تقوم بكل شئ، فمنظمات المجتمع المدني لها دورها الكبير في النهوض بمجتمعاتها وتحقيق تطلعات المواطنين.
SMC
Exit mobile version