المواقع الإباحية تأتي في المرتبة الأولى من حيث الارتياد في السودان..؟!

بينما كنت أطالع ترتيب المواقع في السودان عبر موقع أليكسا Alexa.com أثار دهشتي تقدم صفحة الحجب الخاصة بالهيئة القومية للإتصالات والتي تحمل العنوان 196.1.237.210 ، حيث تأتي في المرتبة الأولى متصدراً كافة المواقع السودانية والعربية ..!

وبحسب المعلومات الواردة في أليكسا فإن الوصول لصفحة الحجب تتم بنسبة 15% من محركات البحث بمعدل تصفح 2.3 صفحة في اليوم، وإن صفحة الحجب تتقدم بمعدل يقارب 44% (أي أن 44% من الزيارات تكون من عرض الصفحة مرة واحدة).

كما أشارت المعلومات إلى أن زوار الموقع هم من المرحلة الجامعية، وذوي الدخل المحدود، والمحرومين من الرجال، وأطفال المدارس.

تقوم الهيئة القومية للإتصالات بحجب بعض مواقع الانترنت بهدف حماية العقيدة وإشاعة قيم العفاف والأخلاق الحميدة في المجتمع – وبخاصة الشباب السوداني – ، وقد أنشأت لذلك وحدة خاصة لحجب المواقع معتمدة على ما يحتويه الموقع من مادة …

إن تقدم ترتيب صفحة الحجب يدل على ارتياد المستخدم السوداني للإنترنت على هذه المواقع بصورة ملفتة للنظر.. بينما تأتي المواقع الحكومية والبوابات الشاملة مثل موقع الراكوبة وسودانيز أون لاين والنيلين في مراتب متاخرة نسبياً ..

فإلى ماذا نعزي سبب ارتياد السودانيون على مثل هذه المواقع؟ هل إلى ضعف الوازع الديني؟ أم يعزى إلى ظاهرة الفراغ ؟ أم أن هناك سبباً آخر ؟ وهل نحن بحاجة إلى تكثيف الرقابة الأبوية على أبناءنا لحمايتهم من مثل هذه المواقع والحد من انتشار الرذيلة والقيم الدخيلة على مجتمعنا ؟ أم نعمل بمبدأ احترام الخصوصية والاستقلالية ؟

إن تطور وسائل الاتصال في السودان، وسهولة الاتصال بالانترنت زادت عدد مستخدمي الانترنت في السودان بصورة كبيرة حيث بلغ عددهم أربعة مليون ومائتان مستخدم ، بحسب إحصائيات موقع http://www.internetworldstats.com لعام 2009م.. بمعدل نمو 13.9% مقارنة باحصائيات عام 2000م، حيث كان عددهم 30.000 مستخدم، ومن المؤكد إن عدد المستخدمين في ازدياد مضطرد، نسبة لتوفر سبل الاتصال بالانترنت.

كذلك يلعب عامل الفئة العمرية لمستخدمي الانترنت في السودان، حيث تظهر هيمنة الشباب في هذا المجال … مما قد يشكل مؤشراً لكثافة ارتياد المواقع المحجوبة. وما موقع الفيس بوك إلا خير دليل حيث أن معظم مستخدميه من الشباب.

وحتى نصل إلى حل لهذه المشكلة فنحن بحاجة إلى تكثيف الجهود للعمل على فئة الشباب والتي تمثل عماد المجتمع وحاضره ومستقبله … والتركيز على مواضيع هادفة تصرف الشباب من الجلوس طويلاً على الانترنت، كذلك العمل على نشر ثقافة الاستخدامات المفيدة والمثلى للشبكة العنكبوتية ..

النيلين – حمودة

Exit mobile version