* انطلاقا من هذا الفهم البسيط يجب أن ينفعل كل المسؤولين والمرشحين كغيرهم من المواطنين بالجريمة البشعة، ويعطوها ما تستحق من اهتمام، ويفعلوا ما عرف به السودانيون في مثل هذه الحالات من تدافع انساني لمواساة أهل المصاب والتخفيف عنهم، لا بانتقاد الذين سعوا لذلك ووصف ما قاموا به بالخبث واتهامهم بالسعي لإحداث فوضى لإعاقة الانتخابات، بل وتحريض الاجهزة الرسمية عليهم بالقول ان اغتيال الطالب الشهيد ربما يكون جزءا من مخطط لصناعة الفوضى في ولاية الخرطوم، ثم توجيه تهمة مباشرة اليهم بالسعي لنقل ما حدث في دارفور الى الخرطوم، بدون أدلة وأسانيد، وذلك في رسالة مباشرة تنضح بالعنصرية الى مواطني الخرطوم – حيث الثقل الانتخابي – بأن انتخاب ياسر عرمان وامثاله سيحول الخرطوم الى دارفور اخرى ويحيل حياة اهلها الى جحيم لتخويفهم من التصويت لهم في الانتخابات.. كل ذلك لأنهم قاموا بواجب ديني و انساني وأخلاقي تجاه أسرة سودانية بغض النظر عن موطنها الصغير الذي هو جزء حبيب من الوطن الكبير !!
* للاسف كان هذا رد فعل الدكتور مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بالخرطوم تجاه ما قام به عرمان والآخرون من واجب انساني، وذلك بدلا عن السعي لمؤازرة أهل الشهيد ومواساتهم .. هل وصلت الاستهانة بأرواح الناس الى هذا الحد ؟!
* إذا كان هذا هو تفكير الدكتور مندور فما الذي يمنع الآخرين من توجيه نفس الاتهامات الى المؤتمر الوطني خاصة مع الشائعات التي تنتشر في المجالس واحاديث الناس حتى أبسطهم معرفة وادراكا ؟!
* وما الذي يمنع اي شخص من تفسير تصريحات الدكتور بأنها استباق بالفعل لفوضى يتسبب فيها الذين ادركوا اخيرا ان فوزهم بالانتخابات لم يعد مضمونا كما خططوا، مع نسبها لغيرهم!!
* من الخطورة الاستهانة بأرواح الناس وانتماءاتهم واستغلالها لتحقيق مكاسب دنيوية رخيصة وزائلة !!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
18فبراير 2010