السلطة جزء كبير من أسباب الانشقاق بين الإسلاميين
الترويج عن ثراء الإسلاميين دعاية يسارية
توقع د. عبدالرحيم علي رئيس مجلس الشورى بحزب المؤتمر الوطني ان يعالج المؤتمر السابع للحركة الإسلامية والذي سينعقد اليوم الكثير من التحديات التي تواجهها الحركة ، ويري ان الانشقاق الذي حدث في صفوف الإسلاميين ترك آثاراً سالبة على مسيرة الحركة الإسلامية مشيراً إلى ان الجهود والمحاولات لم تنقطع إلا ان هناك أسباباً تقف حائلاً أمام ذلك نأمل ان تجد طريقاً للحل خصوصاً بعد ان طورت الحركة الإسلامية فكرها الذي يستوعب الجميع.
وحول واقع الحركة الإسلامية وانحسار الخطاب الدعوي أوضح د.عبد الرحيم على ان الحركة شغلت في أشخاصها وبرامجها بإدارة الدولة الأمر الذي أدى لضمور النشاط الدعوي نافياً تعامل الحركة الإسلامية مع الأقليات الدينية الآخرى بسلبية مشيراً إلى ان الحركة طورت فكرة المواطنة للتعامل مع الأقليات المسيحية..واجاب علي الكثير من التساؤلات التي طرحتها عليه (السوداني) ، حول واقع الحركة الاسلامية عبر الحوار التالي:-
* د.عبد الرحيم علي وأنتم تعقدون مؤتمركم السابع للحركة الإسلامية إلى أي مدى يمكن ان يشكل هذا المؤتمر إضافة حقيقية في معالجة التحديات التي تواجه الحركة الإسلامية على المستوى المحلي والعالمي؟
المؤتمرات السبعة ليست كلها في إطار الإنقاذ بل منذ تأسيس الحركة الإسلامية في الخمسينيات أما منذ مجئ الإنقاذ فهذا يعد المؤتمر الثالث.
وفي تقديري ان المؤتمر مناسبة مهمة للتفاكر حول خطوات المستقبل وتقييم ثمرات الجهود الماضية كما انه يعتبر فرصة مناسبة لتقديم الحركة الإسلامية لعالم متشوق لمعرفة رأيها في كثير من القضايا إلا انه لا يمكن التنبؤ بما سيمكن ان يحدثه من معالجات لأن لكل مؤتمر تحدياته الخاصة به لكن هذا المؤتمر يأتي في وقت تحديات السودان الخارجية فيه أكبر من أي وقت مضى ومع ذلك استطيع القول ان ما ستقدمه الحركة الإسلامية خلال مؤتمرها السابع سيكون مرضياً لأبنائها وأهل السودان جميعاً.
* كيف تنظر لتجربة الحركة الإسلامية في الحكم وهل نجحت الإنقاذ في تأسيس دولة إسلامية تستوعب الجميع؟
اعتقد ان الحركة الإسلامية اجتهدت كثيراً في تطوير فكرها السياسي حتى يستوعب كافة المجموعات ولم تطلب كما هو الحال في بعض الحركات الإسلامية بأن تكون هي الدولة وانما أسست المؤتمر الوطني كوعاء جامع يجمع الحركة الإسلامية مع غيرها من المكونات الوطنية بما في ذلك عدد كبير من غير المسلمين، وظل المؤتمر الوطني هو الإطار السياسي الذي تعمل من خلاله لاستيعاب الجميع حيث كونت حكومة الوحدة الوطنية التي كانت تحمل السلاح وجزء كبير من الأحزاب الأخرى إضافة لمجموعات كانت في حكومة مايو فحكومة المؤتمر الوطني تشكل الآن حكومة أحزاب وهي تتطلع إلى نظام لا يكون فيه المعارض خصماً وانما معارضاً للبرنامج.
* ما ذكرته يمكن ان يكون واقعاً لكن المؤتمر الوطني أحدث انشقاقاً نتج عنه استبعاد مجموعة مؤثرة ومؤسسة في الحركة الإسلامية خرجت عن هذا الوعاء الذي تسمونه جامعاً بغرض الانفراد بالسلطة ماذا تقولون في ذلك؟
ليس هناك شك في ان موضوع السلطة كان جزءاً كبيراً من هذا الانقسام لكن ليس بالضرورة ان يكون الاختلاف على السلطة هو اختلاف على من يكون عنده المنصب وانما كيف تدار السلطة ولا بد من التفريق بين هل السلطة صراع على كرسي أم هو اختلاف حول كيفية إدارتها؟ فهذا هو المحك الأساسي.
* في تقديركم لماذا فشلت كل الوساطات في جمع شمل الإسلاميين؟
حقيقة الانقسام تولدت عنه أزمة ثقة بين الطرفين فهناك عدة عوامل أدت إلى عدم نجاح الكثير من الوساطات على النطاق الداخلي والخارجي أبرزها لم تكن هناك صيغة واضحة للعلاقة بين التنظيم والحكومة ومن الذي يقود الدولة رئيسها أم رئيس التنظيم وعند الانقسام لم تكن الحركة الإسلامية تنظيماً مترابطاً ليحسم الأمور بأجهزته ومجلس شوراه بل الحركة كانت كاسماء وأعضاء ولم تكن لها أجهزة تستطيع ان تحسم القضايا إضافة إلى عوامل اقليمية ودولية ساعدت على هذا الانقسام، واعتقد ان الانقسام في مرحلة السلطة يعد أمراً طبيعياً فالأحزاب السودانية كلها تعرضت لهذا الانقسام وانقسمت على نفسها أما بسبب وجودها في السلطة أو معارضتها لها.
* قواعد الحركة الإسلامية الآن أكثر شوقاً إلى الوحدة بينما القيادات تقف صداً منيعاً في طريقها؟
بالنسبة لشوق القواعد للوحدة هذا صحيح وربما القيادات نفسها تريد الوحدة لكنها لا تتفق على شروطها ولو ان القواعد نفسها عرضت عليها الشروط لاختلفت حولها لأن الاختلاف سواء على مستوى القواعد أو القيادات هو حول كيف يتم الاتفاق على أمور اختلف حولها فيما سبق ربما بعضها زال والآخر مازال باقياً.
* أشرت في حديثك ان القيادات لا ترفض الوحدة كيف تفسر تعنت قيادة المؤتمر الوطني في الاستجابة لما طرحه حزب المؤتمر الشعبي من شرط للحوار وهو اطلاق سراح المعتقلين السياسيين وهو شرط ليس من الصعوبة تنفيذه؟
لا استبعد ان تكون هناك بعض القيادات من المؤتمر الوطني قد فسرت الشرط الذي طرحه حزب المؤتمر الشعبي باطلاق سراح المعتقلين هو محاولة لاخراج هؤلاء السجناء ثم يعود الحوار لمربعه الأول وهو التعنت وعدم الموافقة على الحوار واعتقد ان هناك أموراً تتعلق بالثقة في جدية الطرفين.
* الأستاذ أمين حسن عمر قال ان هناك عقبتين تجاه توحد الحركة الإسلامية أولها عدم اعتراف المؤتمر الشعبي بوجود حركة إسلامية والثانية اعتبار النظام الأساسي للحركة أي عضو فيها هو تلقائياً عضو في المؤتمر الوطني كيف يمكن برأيكم احداث صيغة توافقية للم شمل الإسلاميين؟
أعتقد ان كلام الأستاذ أمين في هذه الحالة فهم خطأ والذي يقوله أمين والنظام الأساسي هو ان عضو الحركة الإسلامية بالضرورة مؤيد للمؤتمر الوطني لكن العكس لا يلزم معنى هذا ان الحركة الإسلامية أنشأت المؤتمر الوطني وهي جزء منه وليس لها حزب خاص بها والالتزام بالمؤتمر حتمياً يعني ان لا تكون لاعضاء الحركة الإسلامية نشاطات سياسية خارج إطار المؤتمر الوطني لأن ذلك سينشئ حزباً ثالثاً فيصبح المؤتمر الوطني حزباً سياسياً والحركة الإسلامية حزباً سياسياً وحتى لو كانوا في البداية متفقين ربما يؤدي ذلك لخلاف في المستقبل وهذا هو الذي يقصده أمين.. وكما يقول المثل السوداني ليس كل أنصاري هو حزب أمة وليس كل حزب أمة أنصاري.
* كيف تنظرون لتصريحات د.الترابي الأخيرة والتي تحدثت عن تحالف بين حزبه والمؤتمر الوطني هل تتوقعون ان تتحول هذه الرؤية إلى مصالحة ومن ثم إعادة توحد الإسلاميين؟
حقيقة لم اطلع على ما قاله الترابي لذلك لا استطيع التعليق عليه لكن التعبير الذي حمله عنوان الصحيفة محل ترحيب ونحن في المؤتمر الوطني الكثيرون يعتبرون ان الصعوبات التي يواجهها الوطن تقتضي ليس فقط توحد الوطني والشعبي وانما جميع الفصائل السودانية على مختلف توجهاتها السياسية وهناك خطوات كبيرة في هذا الاتجاه أظنها قد قطعت شوطاً طويلاً ولو ان الشعب حقيقة يرى ذلك فهو يكون قد ساعد في تقريب وجهات النظر والاسراع في خطوات التوافق بين الإسلاميين.
* كيف تفسرون عدم وصول الحركة الإسلامية الأم من مصر للسلطة بينما وصلت إليها الحركة الإسلامية في السودان؟
في تصوري ان الحركة الإسلامية في السودان كان منهجها أكثر توجهاً نحو السلطة وانها عملت بوسائل سياسية وليست اجتماعية محضة بينما الحركة الإسلامية في مصر عملت على تغيير المجتمع باعتبار ان التغيير السياسي سيأتي تلقائياً وهي لم تأخذ بالأسباب السريعة للسيطرة على الحكم ولم تعتبر ذلك من أولوياتها وقد يكون ذلك صواباً وربما خطأ وهذا ما سيحكم عليه التاريخ.
صحيفة السوداني – حوار: حنان بدوي[/ALIGN]