توقع الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي، أن تتحول دولة الجنوب في المستقبل إلى ما أسماه (إسرائيل سمراء)، إذا اختارت إستقطاب أعداء الشمال، فيما أكد أن تعطيل هذا التوجه يتوقف على يقظة الأخير ونوع السياسات فيه. وقال المهدي في لقاء مع السودانيين بقطر حسب (الشرق) القطرية أمس، إن الإنفصال لن ينهي مشكلة الجنوب، وإن حسمها يتوقف على خيارات الدولة المستقلة في المستقبل، إما أن تتجه شمالاً للتصادق والتآخي مع الشمال، أو تتجه جنوباً للتآخي مع جهات أخرى تستقطب أعداء الشمال، وبهذه الصورة يتحول الجنوب إلى (إسرائيل سمراء) في وادي النيل، وأضاف أن إختيار الجنوب لأيٍّ من الإحتمالين المذكورين يتوقف على يقظة وقدرة الشمال وعلى نوع السياسات فيه إن كانت صادة أو جاذبة. وقال المهدي، إن أكثر من مليوني جنوبي سيرفضون العودة إلى الجنوب على الرغم من الإنفصال ولن يخرجوا من الشمال إلا إذا قامت السلطات بعمل تطهير عرقي، وهذا ما لا نوافق عليه ولا نعتبره صحيحاً. وحذر المهدي من أن يواجه السودان مخاطر لا أول لها ولا آخر إذا تحولت العلاقة بين الشمال والجنوب إلى عداء، وأضاف: ستنشأ مباشرة حرب بالوكالة فيقوم الشمال بدعم عوامل تفكيك الجنوب، وسيتخذ الأخير خطوات مماثلة، وسيقوم الجنوب بدعم الحركات الدارفورية المسلحة ما سيؤدي إلى خلق دولتين فاشلتين. وقال المهدي: الخطر الآخر سيصدر من (الجنوب الجديد) في إشارة لمناطق جنوب كردفان وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وأكد أن جميعها ستسعى لإثارة القلاقل بالشمال. وأشار المهدي إلى أن المسرح السياسي السوداني من أكثر المسارح العربية استدعاءً للتغيير، وقال إن الوضع في الدولة مشابه للبلدان التي حدثت فيها الثورات أخيراً، لكنه يمتلك عوامل أخرى إضافية أخطر بكثير وتُنذر بمشكلات أكبر، وزاد: يتمثل الخطر في وجود فصائل مسلحة في البلاد يصل عددها بين (50 – 60) فصيلاً، وحذر من أن إستمرار النظام في سياساته الحالية سيؤدي إلى سيناريوهات أسوأ من الصوملة.