**والمهم جدا أن بشارة الوزيرة عائشة لم تقف عند ذاك الحد ، بل أكدت أن وزارتها تولي اهتماما عظيما بتوفير فرص العمل لشعب مصر ، بالداخل والخارج ، وذلك تنفيذا للبرنامج الانتخابي للرئيس حسني مبارك ، وما فتح فرص العمل لأطباء مصر بمشافي السودان إلا لتأكيد ذاك الوعد الانتخابي للسيد الرئيس ، وعلى كل طبيب يرغب التقدم شخصيا لملء استمارة الاستخدام الخارجي المتوافرة بمكاتب البريد ، مرفقا بها السيرة الذاتية وشهادات الخبرة ، ثم تسليمها إلي الوزارة ..هكذا يقول بيان وزيرة القوى العاملة المصرية ، وهو ليس بيانا فحسب ، بل هو : بيان بالعمل .. أي سيادتها تنفذ – بالحرف الواحد – البرنامج الانتخابي لرئيس حكومتها ، حيث برنامج سيادته كان قد وعد الناخبين هناك بتوفير فرص العمل بالداخل والخارج ، وما فتح فرص العمل بمشافي السودان الحكومية إلا نموذج للوعد الصادق ، أو هكذا لسان حال بيان الوزيرة المصرية .. فلتهتف وزارة صحتنا بالتهليل والتكبير، ثم تنظم حفلا حاشدا بالخرطوم وأخر أكثر حشدا بالقاهرة ، لتكريم تلك الوزيرة المصرية الناجحة في تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس حكومة بلادها.. نعم ، وزيرة تلك الوزارة المصرية تستحق أن تكرم مرتين ، كما منتخب بلادها لكرة القدم ، لأنها تنجز وتنفذ البرنامج الانتخابي لحكومتها بدقة وعناية.. وأقترح للدكتورة تابيتا بطرس – وزيرة صحتنا – بأن ترأس اللجنة المنظمة لحفل التكريم الأول ، على أن يرأس الدكتور كمال عبد القادر- وكيل صحتنا – لجنة حفل التكريم الثاني .. أقول قولي هذا – كاظماً غيظي – لايماني بأن الانجازات التي تحققها الوزيرة عائشة لأطباء بلادها ، لاتقل أهمية عن الانجازات التى يحققها منتخب بلادها في المحافل الرياضية .. وهكذا يجب أن نقابل دائما وأبدا « أي عطاء مصري لأهله بالوفاء السوداني لغير أهله » ..!!
** ولأهمية ذاك التكريم المقترح ، أي لكي يمر تكريم تلك الوزيرة بسلام وأمان وبلا إزعاج ، يجب على السادة الكرام بوزارة صحتنا العمل على ألا تصل رقاع الدعوة لكوادرنا الطبية التي تخرجها جامعات بلادي بالآلاف كل عام ، لتحترف مهناً أخرى غير الطب لضيق منافذ الاستيعاب رغم حاجة المرضى إليهم في أريافنا النائية وقرانا المنسية ، هؤلاء الحيارى يجب عدم دعوتهم في حفل استقبال الكادر المصري وتكريم وزيرتهم ..وكذلك كوادرنا المهاجرة في بقاع الكون ، تلك الكوادر المؤهلة التي ضاقت بعطائها الميزانية المخصصة لصحة الناس في بلادي .. وهي الميزانية التي تؤخر راتب الطبيب شهرا أو نصف عام حتى يهاجر البعض و يعتصم البعض ويضرب عن العمل ، كما فعل نواب الاختصاصيين قبل أسبوع ونيف .. وكذلك هي الميزانية التي أحالت أحوال مشافي بلادي إلي هياكل جدرانية تفتقر حتى إلي معينات العمل الأساسية ، ناهيك عن التشبه بمشافي العالم من حيث المواكبة.. تلك الكوادر الهاربة من نهج « تقديم الأمن والسياسة على الصحة والتعليم في قائمة الأولويات » ، يجب ألا تصلها رقاع دعوة وزارة صحتنا في حفل استقبال أطباء مصر وتكريم وزيرتهم التي أوجدت لهم فرص العمل في مشافي بلادي في إطار تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس بلادهم ..و …و.. و.. عفوا صديقي القارئ ، أكمل زاويتك بما تشاء من أحرف وأسطر ، فإني …« مندهش » …!!
اليكم ..الصحافة-العدد 5959
tahersati@hotmail.com