الزي السوداني تقليدي.. ومازلنا مقلدين للآخر!!

للألوان سطوتها الجمالية إذا ما وظفت بطريقة صحيحة وفق فكرة تلائم الزمان والمكان وثقافة ترسخ للرؤية البصرية الجمالية في حياتنا اليومية من حيث الملبس والمسكن وتأثير اللون فيهما وانعكاسه على شخصيتنا وحاسة الذوق وترجمتها الى مظهر جمالي مريح للعين.. «آخر لحظة» تترك المساحة بيضاء للتشكيلي العالمي دكتور راشد دياب أحد كبار الفنانين التشكيليين والذي لديه إسهامات داخل وخارج الوطن ليرسم لنا بريشته الماهرة خطوط ثقافتنا كمجتمع سوداني في عالم الألوان ودرجاتها وكيفية استعمالنا لها في حياتنا مع الأخذ في الاعتبار لون بشرتنا وتأثير مناخنا فأجابنا د. دياب بلمسات ريشته الماهرة بلون الحروف والمعنى رسم..
rashid

نحن ليس لدينا أزياء تصمم حسب البيئة ذلك يهتم به فنانون معروفون يطلق عليهم «مصممو أزياء» دورهم هو التصاميم الجديدة في كل عام وهو ما يعرف بالموضة وهذا ما نفقده هنا في السودان وليس لدينا تصور رغم بعض المبادرات من بعض المهتمين السودانيين كنوع من التجديد وظهر ذلك أكثر لدى النساء والشباب.. ولا توجد تصميمات للأطفال.

الزي السوداني هو تقليدي محافظ بالنسبة للرجال مع بعض الحرية للنساء في استعمال الألوان ومازلنا مقلدين للآخر..

المجتمع السوداني مجتمع مراقب ومنتقد لأي تغيير ولأي شيء يخرج من حيز المألوف وبدأت الموضة تظهر في الحفلات المسائية حيث مساحة الحرية أكبر.. الرجال حاولوا -أنا كمصصم للأزياء- حاولت أن أضيف لمسات في شكل الجلابية وألوانها لبعض رموز الثقافة السودانية لأنني أعتقد أن الرجل له الحق في أن يكون له زي مميز وهذا بطبيعة الحال لا يطعن في رجولته إذا تميّز في لبسه.

أسوأ ما في الأزياء هو لبس السياسيين للبدل ذات الألوان الداكنة وتمسكهم بالزي الغربي في حين إنه يمكن أن يرتدوا ملابس بسيطة وأنيقة تتناسب مع درجات الحرارة ولكن الإصرار على ارتداء البدل دليل على الاستلاب الثقافي.

طلاء المنازل فيه تلوث بصري كبير من استخدام الألوان القبيحة فيجب أن تتوافر الجماليات وتتناغم الألوان في سمفونية بصرية وهذا بسبب عدم إبداع القائمين بالأمر واهتمامهم بالمجاملة فكل هذا الظاهر من تلوث بصري لطلاء المنازل في الأحياء والأماكن العامة ما هو إلا فشل للحس الجمالي وانهزام للجمال في الحس واللون والفكرة

صحيفة اخر لحظة
Exit mobile version