القذافـي: من لا يـحبنـي لا يسـتــحق الحيـاة .. إرتفاع عدد القتلى والجرحى وتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب
كرر الزعيم الليبي، معمر القذافي في رابع ظهور له، في كلمة مقتضبة ومفاجئة من فوق سور مرتفع بالساحة الخضراء، قوله إنه ليس رئيساً ولا ملكاً ولكن الشعب يحبه والثورة جعلت ليبيا قائدة العالم كله، ودعا أنصاره للخروج المسلح والدفاع عن ليبيا.وتوعد القذافي، في كلمته للحشود في الساحة الخضراء، الأعداء، وقال القذافي حسب (سي. أن. أن) امس: سنهزم أية محاولة خارجية كما هزمنا إيطاليا، وطالب الجماهير إلى الخروج والدفاع عن ليبيا، وطلب من الشباب، الذين خاطبهم بوصفهم ثواراً على إعتبار أنه مازال قائداً للثورة، في الساحة بأن أرقصوا وغنوا وامرحوا واستعدوا. وقال القذافي: الشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة.وأضاف: لقد أرغمنا إيطاليا على الإعتذار لنا ودفعت التعويض، وهذه الثورة (ثورة القذافي نفسه) أحيت ثورة عمر المختار من جديد. وتوعد الأعداء بالقتل، وقال: سوف نقاتلهم وسوف نهزمهم. وشدد القذافي على أنه لن يتخلى عن السلطة، وقال إنه لن يحدث أبداً في ليبيا ما حدث في تونس ومصر، في إشارة إلى تخلي الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك عن السلطة، بعد إحتجاجات شعبية حاشدة مناوئة لنظاميهما. وتابع القذافي متحدثاً عن المواجهات التي تشهدها مدينة (الزاوية) القريبة من طرابلس: ما هي مطالبهم؟ المطالب ليست عندهم بل عند بن لادن، وأنتم يا أهل (الزاوية) (إيش دخلكم في بن لادن؟). واتهم عناصر تابعة لتنظيم القاعدة بتقديم حبوب هلوسة للشباب، ثم يطلبون منهم مهاجمة الأمن. وفي الاثناء تبنى مجلس حقوق الإنسان أمس، قراراً يدعو إلى تعليق عضوية ليبيا، إضافةً إلى إجراء تحقيق مستقل حول أعمال العنف التي يرتكبها نظام العقيد معمر القذافي. وتم تبني القرار الذي إقترحه الإتحاد الأوروبي الذي كان وراء الدعوة إلى جلسة إستثنائية لمجلس حقوق الإنسان حول ليبيا، بموافقة أعضاء المجلس الـ (47) في جنيف. وللمرة الأولى في تاريخه، يطالب المجلس بتعليق عضوية أحد أعضائه. وليبيا عضو في المجلس منذ مايو 2010م. ويتخذ قرار المجلس صفة التوصية. ويعود القرار النهائي للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتوقع أن تجتمع في الأول من مارس المقبل في نيويورك. ويطالب النص أيضاً بأن تقوم لجنة تحقيق مستقلة بقيادة الأمم المتحدة بالتوجه إلى ليبيا لتسجيل أعمال العنف التي يمكن إعتبارها جرائم ضد الإنسانية.
وفي السياق نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «قورينا الليبية» عن مصادر طبية، أن هجوم الكتائب الأمنية على مدينة الزاوية، أسفر عن مقتل (23) شخصاً وجرح (44) آخرين، وأضافت الصحيفة أن المصابين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات، نظراً لإطلاق النار الكثيف في كل إتجاه من قِبل الكتائب الأمنية والمرتزقة.
ووجّه المبروك الزويي مدير مؤسسة ليبيا الوفاء، نداءً إلى الضباط ورجال الأمن الليبيين من أجل الإنضمام إلى الثورة. فيما قال سليمان بوشويغر الأمين العام للرابطة الليبية لحقوق الإنسان، إنّ عناصر من اللجان الثورية دخلوا إلى مستشفيات طرابلس، وقتلوا الجرحى الذين تظاهروا ضد النظام، ونقلوا الجثث لإخفائها وربما إحراقها، لأنهم يعلمون أن الصحفيين الأجانب يقتربون. وأوضح بوشويغر أن الأطباء الذين عارضوا ذلك تعرّضوا للتهديد، وأضاف أنه تلقى هذه المعلومات من مصدر طبي في مستشفى طرابلس المركزي، أحد المستشفيات الأربعة في العاصمة الليبية. وعلى الصعيد، جَدّدَ د. يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين، فتوته القاضية بضرورة التخلص من الزعيم الليبي معمر القذافي، وأكد أنه يتحمّل فتوى إهدار دمه. وقال القرضاوي في خطبة الجمعة بأحد مساجد قطر أمس: إنه من أجل شعب يجب التضحية بنظام القذافي، وأضاف: الشعب الليبي خرج على حاكمه والحاكم يريد إبادة الشعب، وفي هذه الحالة فإنّ التضحية برجل من أجل حقن دماء المسلمين واجب شرعاً. وتابع: أجدِّد دعوتي فإن من يستطيع قتل القذافي فليفعل، ودماؤه في رقبتي. من جهتها أعربت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس، عن قَلقها من تكثيف حملة قمع الإنتفاضة الشعبية في ليبيا التي أوقعت آلاف القتلى والجرحى في إنتهاك مستمر للقوانين الدولية، وأشارت إلى وقوع مجازر وإعتقالات تعسفية وتوقيف متظاهرين وتعذيبهم.
صحيفة الرأي العام