تخطيط حي البركة وقع ضحايا له اصناف قد تستغرب له رغم أنف الدولة التي تعلن مراراً وتكراراً حرصها على مصلحة المواطن. وهنا لا اريد رمي اللوم على الدولة وحدها فهي الكيان الذي يضمنا جميعاً بجميع الأذرع، والمواطنون جزء كبير من أي دولة ولا هم لما عرف أي دولة في العالم بجانب العضو الآخر المسماة بالحكومة. وعليه فالحكومة عندما كلفت بعض الجهات بتنفيذ عملية التخطيط نوت مشاركة المواطن في العملية لكن بطريقة ترضي أنفس اعوانها أكثر من انحيازها لخيار ينصف المواطن بجعلها اللجان الشعبية فوق النقد. والمواطن من جانبه خاصة كرتون كسلا كان يعتقد نفسه في مأمن من ظلم يلحق به في ظل وجود اللجان الشعبية التي اعضاؤها ابناؤهم وقبائلهم، لكن جاءت كبرى الطامات من اللجان الشعبية وبقية الجهات ذات الصلة بعملية اعادة التخطيط.
أول اغلب المتضررين من عملية التخطيط من لم يكن لهم اقرباء أو معارف في اللجان الشعبية، فأعضاء اللجان الشعبية هم المشرفون على عملية التسجيل وحصر القدامى من السكان، وعليه فقد حصل بعض الناس الذين لم يقطنوا كرتون كسلا من قبل على المساكن بسبب علاقتهم بطريقة أو بأخرى بجهة ذات صلة باعادة التخطيط في كرتون كسلا. وأما المهندسون وغيرهم فليس لهم معرفة بسكان حي البركة حتى يمكننا توجيه الاتهام مباشرة بظلم السكان. ثم العنصر الثاني الذي لحق به الظلم الفقراء الذين تم تعويض الكثير منهم خارج المنطقة وهم وقعوا ضحايا بيع البعض من ضعاف النفوس من الأعضاء في لجان التخطيط بيوت هؤلاء رغم إستحقاقاتهم. ثالثاً العنصر المتضرر الآخر الذي تضرر من التخطيط هم الجهلة والأميون الذين لم يعرفوا كيفية إكمال الإجراءات الصحيحة للحصول على القطعة السكنية.
ليس كل سكان حي البركة الموجودين حالياً من الذين قطنوها منذ زمن بعيد يعود على الأقل إلى خمس عشرة سنة عند بداية التخطيط لكن اصحاب المال القادمين من خارج المنطقة استطاعوا الحصول على أفضل المواقع بالحي.
وسبق ان ذكرت واكرر اليوم بأن الزمن الذي تم فيه التخطيط، كان عدد من الشباب خاصة من الولايات الجنوبية وقفوا ضد بعض التجاوزات التي رأوها تحدث من البعض… لكن هل نجحوا؟.. الإجابة بلا، فقد فشلوا بسبب أن الذين كانوا يريدون الفساد الصقوا بهؤلاء الشباب تهمة لو لم يهربوا حينها من الخرطوم لكانوا اليوم في اعداد الموتى.. ببساطة كانت اقرب تهمة حينها هي العمالة والارتزاق لـ(التمرد).
يتبع.
لويل كودو – السوداني
10فبراير 2010م