العالم ينتفض ووسائل الأعلام تسابق للظفر بما هو أشمل وأميز من حيث التغطية لكن العاملون في تلفزيون السودان بدلاً من ان يجتهدو في نقل انتفاضات الشعوب من حولنا ارادوا تطبيق النموذج عملياً ودعوة وسائل الأعلام لنقل إنتفاضتهم داخل حوش تلفزيون السودان. فبعد يوم ساخن من ظهيرة الأحد قرر العاملون في تلفزيون السودان تنفيذ إعتصام شامل يتخلله قطع قصير للإرسال وذلك للفت الإنتباه لما وصفوه فساد إداري ومالي في التلفزيون نجم عنه عدم صرف مستحقاتهم المالية لاكثر من أربعة شهور ظلوا يؤدون فيها عملهم دون مقابل يعود فيها العامل في تلفزيون السودان الي منزله في منتصف الليل بعد يوم شاق من العمل وهو خاوي البطن خالي اليدين من جنيه واحد يقف الواحد فيهم أمام طفله أو طفلته وهي تتلوى من المرض وهو لا يستطيع فعل شئ . تراكمت الديون فاهتزت ثقة من كانوا يساعدوهم وكثرت المناشدات ولم تجدي شيئاً ووصل الأمر للصحافة وقمة المسؤلين في الدولة فلم يحركوا ساكناً تجاه أخطر جهاز في البلد وعندما بآت كل المناشدات بالفشل وعجز مدير التلفزيون عن الإيفاء بوعده بدفع كل مستحقات العاملين خلال مطلع يناير كان قرارهم بالأعتصام فحسب ، بعضهم والذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم قالوا إنهم شعروا أن الحكومة كمن تريد معاقبتهم علي شئ هم لا يعرفونه فبيئة العمل غاية في التردي ومديونات التلفزيون وصلت حسب التقديرات الاولية نحو عشرين مليار جنيه بينما مستحقات العاملين تبلغ تسعة مليارات والتي اكد المسؤلين في وزارة المالية انهم قاموا بتسليم التلفزيون كافة مستحقاته الماليه للعام الماضي ومطلع العام الحالي
محمد حاتم – مدير التلفزيون
تهديد العاملين في التلفزيون وعزمهم تنفيذ إعتصامهم يوم غدا الأربعاء فطن له المسؤلين في الدوله متاخرا فاستدعى الرئيس وزير الاعلام وجرت إتصالات علي مستويات مختلفة لمعالجة الامر فبانطلاق شرارة التلفزيون هذا الجهاز الحساس والذي ينظر اليه الكثيرون علي انه اكثر الاجهزة قربا من النظام ربما يكون شيئا في انتفاضة لا يعرف مداها ، وصدر قرار فوري بدفع جزا من المستحقات بصورة عاجلة علي ان يتم صرف المتبقي في خلال اسبوع ، تصوروا ان الاستحقاقات التي سيتم دفعها تشمل مكافأة مرتب شهرين قدمها نائب الرئيس قبل ثلاثة سنوات لكل العاملين الذين هددوا بالأعتصام لما سموه ( دوار النافورة ) وسط التلفزيون قالوا إن تهديد مدير التلفزيون بفصل العاملين المتعاونين قبل استلامهم لمستحقاتهم للاربعة شهور الماضية ستجعلهم ينقلون اعتصامهم خارج مباني التلفزيون وهو تهديد ربما استوعبته إدارة التلفزيون التي تراجعت عن الخطوة في اللحظات الاخيرة فتراجع بعضهم وطالب الحكومة باقاله المدير الذي وصفوه بالمستفذ وغير المبالي بالعاملين فالعام قبل الماضي اسقط مستحقاتهم المالية لثلاثة اشهر بحجة ان هذه المستحقات سقطت بانتهاء الميزانية ، السؤال الذي يسأله العاملون بالتلفزيون هو اين تذهب اموال التلفزيون التي تبلغ المليارات ؟؟!! ولماذا لا تحاسب الحكومة المدير الذي عرف القاصي والداني عبر الصحف قصته والرئيس يتحدث عن محاربة الفساد وجميعهم يردد علي وزن إغنية أبو داؤود ” في يا ناس فساد اكثر من كده ”