عدد القتلى وصل الى (400) قتيل في تظاهرات ليبيا والخارجية السودانية تحقق في مشاركة حركات دارفورية في قمع المتظاهرين

قالت وزارة الخارجية، إنها تقوم حالياً بالتحقق حول بعض التسريبات التي رشحت من ليبيا بشأن مشاركة مليشيات من مجموعات دارفور المتمردة في أحداث ليبيا، وأشارت التسريبات طبقاً لخالد موسى الناطق الرسمي باسم الخارجية لمشاركة المتمردين في قمع التظاهرات الشعبية، وقال خالد إن الخارجية تحقق حالياً من صحة التسريبات أو نفيها ومن ثم إتخاذ الموقف المناسب. وطمأنت الخارجية، الشعب السوداني بأن أفراد الجالية السودانية في ليبيا بعيدون كل البعد عن الأحداث ولم يشاركوا فيها أبداً، وقال خالد إن الجالية تحترم القوانين الداخلية باعتبار أن ما يحدث في ليبيا شأن داخلي، لكنه نبه إلى أنه في حال ثبت ضلوع متمردي دارفور في الأحداث، فإن ذلك سيؤثر بالطبع سلباً على أوضاع الجالية، وأشار إلى أنه تم إستنفار السفارة بطرابلس من قبل الخارجية لمتابعة التطورات في كل أنحاء ليبيا لتفقد السودانيين، وأضاف أن خطوطاً ساخنة تم فتحها مع الجالية، خاصةً وأن الاضطرابات شملت مناطق واسعة بليبيا. وطالبت الخارجية عبر السفارة أفراد الجالية السودانية بإلتزام منازلهم لحين إنجلاء الموقف، بجانب العمل على تفعيل الآلية المشتركة الخاصة بمتابعة أحوال السودانيين هناك، وقال خالد إن الآلية ستواصل أعمالها الخاصة بدراسة الأوضاع ووضع الخطط لمواجهة كل الإحتمالات بما فيها إجلاء الرعايا إذا ما استدعى الأمر ذلك، حفاظاً على أرواح وحقوق السودانيين.
في الاثناء قالت قناة (الجزيرة الفضائية)، إن (400) شخص على الأقل قتلوا في التظاهرات التي اجتاحت مدناً عديدة في ليبيا منذ الخميس الماضي حتى أمس، في وقت أكد فيه شهود عيان تصاعد وتيرة الإحتجاجات بالعاصمة الليبية طرابلس.
وأفاد شهود العيان بأن متظاهرين إقتحموا مبنى تلفزيون وإذاعة حكوميين، وأحرقوا مراكز للشرطة ومقرات حكومية في طرابلس بينها مقر الحكومة المركزي، وبحسب (رويترز) أمس، أن حريقاً كبيراً اندلع في مبنى الحكومة المركزي المعروف باسم اللجنة الشعبية العامة. بينما أعلن زعماء قبليون، إنضمامهم للحركة الإحتجاجية ضد نظام العقيد معمر القذافي بعد أن انضمت وحدات في الجيش للمعارضة، وأضاف الشهود أن هناك انسحاباً واضحاً للسلطات الأمنية من طرابلس، فيما احترقت غالبية مراكز الشرطة في العاصمة. وقالت (هيومان رايتس ووتش)، إن (60) قتيلاً سقطوا أمس الأول في بنغازي.
في غضون ذلك، قال عدد من السفراء والدبلوماسيين الليبيين في عدة دول، إنهم إستقالوا من مناصبهم إحتجاجاً على القمع العنيف الذي يمارسه النظام الليبي ضد المتظاهرين، واتهموا القذافي باستخدام مرتزقة أجانب ضد الليبيين. ودعوا كل أفراد السلك الدبلوماسي الليبي للإقتداء بهم، وأشار بعضهم إلى أن الزعيم القذافي قد يكون غادر ليبيا. وأعلنت ترينيداد خيمينيث وزيرة الخارجية الإسبانية، عن تحركات لإجلاء رعايا بلادها من ليبيا، وقالت على هامش إجتماع مع نظرائها الأوروبيين في بروكسل: إننا قلقون للغاية، وننسق عملية إجلاء محتملة لمواطني الإتحاد الأوروبي من ليبيا وخصوصاً من بنغازي. بينما أعلنت النمسا إرسال طائرة عسكرية إلى مالطا لإجلاء محتمل لرعاياها والرعايا الأوروبيين من ليبيا.وعلى العكس من ذلك، أعلن لوران فوكييه وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، أنه لا توجد تهديدات مباشرة حتى الآن تستدعي إعادة (750) فرنسياً مقيمين في ليبيا إلى ديارهم. وأصدر إجتماع وزراء الشؤون الخارجية الأوروبية في دول الإتحاد الأوروبي أمس، مسودة بيان تدين قمع السلطات الليبية للمتظاهرين.
وفي السياق دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى عدم إستخدام القوة واحترام الحقوق الأساسية وإجراء إصلاحات سياسية وإجتماعية حقيقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد موجة إحتجاجات غير مسبوقة. وأكد دعوته إلى ضرورة عدم إستخدام القوة وإحترام الحريات الأساسية.
من جانبه دعا عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الى وقف أعمال العنف في ليبيا، وقال إن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع، وطرح متكامل تتشارك فيه مشاعر الأمة في المرحلة المفصلية من تاريخ العرب، وأنه لا مجال للتخوين ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة.

صحيفة الرأي العام

Exit mobile version