حبيبي خاف يوم الذهاب في بساط الريح المهاب

[ALIGN=CENTER]حبيبي خاف يوم الذهاب في بساط الريح المهاب[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]قد لا تلحق درجة إصابتي برهاب الطيران ملحوق خوف الموسيقار (محمد عبد الوهاب) ولا خوف (علاء الدين طيارة) أو حتى تدانيه، فالموسيقار الراحل ظل على موقفه الرافض لركوب الطيارة مهما كان حجم المغريات التي قدمت له من أجل ذلك حتى وفاته، أما جرسة (علاء) وموقفه الرافض للطيران والمشاركة في المنافسات الخارجية فما زالت من مسببات الحسكنة للمريخاب حتى يمن الله عليه بتمام الشفاء من تلك العقدة وتمكنه من تجاوز الخوف من الطيارة.
أقول قد لا يصل ضيقي من الطيران لتلك الدرجة، ولكني بصراحة قاعدة ألآآآوذ من الاقلاع والهبوط، ويضايقني بشدة الشعور المصاحب للتغير في الضغط الجوي والذي يماثل الشعور بمخرز حديدي يثقب طبلة أذني، وأظل أعاني من الطنين والزنة فيهما لعدة ايام بعد السفر .. ده لو ما قربتا من الطرش عدييييل، ولكني تعودت التعايش مع ذلك الخوف، فظروف دراستي في الخارج ثم اضطراري بعد التخرج للسفر للمشاركة في كورسات خارجية وللعلاج عدة مرات، جعلتني مرغمة على التصالح مع حالة الزنة والطنة والطمام.
قال الإمام الشافعي في فوائد السفر:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تـفـرج هـم واكـتـسـاب مـعـيشـة وعـلـــم وآداب وصــحـبـــة مـاجـــد
فقد ذكر الامام خمس فوائد للسفر وهي: تفريج الهموم، وطلب الرزق، وطلب العلم النافع، ثم تحصيل الآداب فإن السفر سمي سفراً لأنه يُسفر أي يظهر أخلاق الناس، كما ذكر الامام فائدة صحبة كرام الناس، فإن السفر يُوجد الفرصة بصحبة الأخيار ومخالطتهم.
ومن فوائد السفرالتي ذكرها المصطفى (ص) استجابة الدعاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر).
ومن فوائده ايضا الخبرة في الناس ومعرفة أخلاقهم، وبهذه تكتمل فوائد السفر السبعة التي تحدثت عنها الحكمة التي تقول ( في السفر سبعة فوائد).
وللحقيقة فإن فوائد السفر تفوق ذلك بكثير فهناك سفر العبادة وهو السفر لأداء فريضة الحج، وهناك سفر الهجرة من ديار الظلم التي أمر بها سبحانه وتعالى.
كل تلك الفوائد لا تنفي المشقة عن السفر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه:
(السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نَهْمَتَهُ فليعجل إلى أهله).
لا أذكر أنني عانيت خوفا من السفر كالذي عانيناه أنا وصديقتي الحبيبة (موشي) في إحدى سفرياتنا للإسكندرية بعد انتهاء الاجازة الصيفية، فقد شاء حظنا العاثر ان تصحبنا في تلك السفرية زميلة لنا كانت مشهورة بيننا بالوسواس والخوف الذي يفوق خوف ناس (علاء الدين) بدرجات .. بس كانت فايتاهم بـ(عدم الصبر)، فطوال فترة انتظارنا في صالة المغادرة والتي طالت بسبب عرقوبية مواعيد سودانير أيامها، فقد كانت صاحبتنا تلك تسرد على اسماعنا في تلذذ سادي كل حوادث وكوارث الطيران وأخبار انفجار الطائرات في الجو والتي يعقبها تعليق المسئولين بأن (لم ينجو منها أحد) .. ظلت في دأب تحسد عليه تواصل سردها حتى تمام تأكدها من وقوف كل شعيرات رؤوسنا وجلودنا خوفا وملاوذة.
وما أن من الله علينا بفرج الصعود على متن الطائرة حتى صاحت فينا عند محاولتنا للجلوس قائلة:
هوووووي يا بنات .. أخير لينا نعمل حسابنا من الأول ونقعد جنب باب النجاة .. أوعى بالكم الطيارة دي كان وقعت الناس كلهم حا يدافسو عشان يمرقوا بيهو !!
طبعا كان الجلوس حينها على طريقة (كل زول على كيفو) دون التقيد بارقام المقاعد، ولذلك سحبتنا صاحبتنا تلك و(ريقنا ناشف البحر ما يدليهو) للجلوس بالقرب من مخرج الطوارئ.
طلب منا صوت المضيفة الحنون أن نربط الأحزمة ففعلنا، وما أن بدأت الطائرة الحركة والسير على المدرج حتى التفتت إلينا صاحبتنا وقالت محذرة:
أمسكوا في مقاعدكم كويس .. قبال ده لما كنتا مسافرة .. أول ما الطيارة اتحركت قامت دقشت ليها حمار وخلتنا كلنا اتكبينا على وشوشنا !!!
ابتلعنا ريقنا بصعوبة وتشبثنا جيدا رغم قناعتنا بعدم معقولية وجود حمار على مدرج الطيران ناهيك عن أن تطقشو الطيارة .. لكن برضو قلنا الحذر واجب فربما قاده الشمار لتسلل عن طريق الفتحات والثقور الكثيرة في سور المطار حتى لقي حتفه.
وما أن ارتفعت الطائرة في الجو حتى نظرت إلينا جاحظت العينين وقالت:
صدقوا مرة أول ما الطيارة قامت بينا لي فوق طقشت ليها صقر .. دخل ليها في المروحة لمان .. ررررب .. وقعت بينا تاني في الواطة.
تنفسنا الصعداء بعد نزولنا في مطار القاهرة بسلام وعلى السلم همست لـ(موشي):
التوبة لي حبوبة .. تاني (….) دي ما بسافر معاها ولا بباريها (شبر القط)!!
[/ALIGN]

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version