* دعونا نناقش بهدوء مآلات السودان ومستقبله أمام تحدي (أزمة) المحكمة الجنائية الدولية، ولقد ظللت أسميها بالأزمة لأنها بالفعل كذلك، بل هي أزمة حقيقية وكبيرة جدا، وليس كما يبسطها الذين يندفعون وراء عواطفهم البريئة أو يحركهم الغضب (المشروع) من الجرائم البشعة التي ارتكبت فى حقهم، ويعتقدون ان الحل هو تسليم المتهمين الى المحكمة الدولية لتقتص منهم وكأننا نعيش فى عالم مثالى او خيالى، بينما لو نظروا الى السوابق المماثلة فى العالم لاكتشفوا بكل سهولة انه حل أعقد وأخطر بكثير مما يتصورون وليس له سوى نتيجة واحدة قبل ان يتحقق، وهى الخراب والدمار وضياع سنوات طويلة فى الحروب وسفك الدماء بما لا يقارن بحجم المآسى والكوارث السابقة، ولا يعنى هذا بأى حال من الأحوال ضياع حقوق المظلومين واهدارها!!
* ولمناقشة هذه المآلات لا بد أن ننظر إلى الانتخابات القادمة والنتائج التى ستتمخض عنها وماذا تعنى (هذا إذا حدثت، أو جرت فى أجواء طبيعية لا تؤدى لحدوث الفوضى وانهيار البلاد قبل أن يحين أوان الفوضى بالاستفحال التدريجي للأزمة) !!
* كما نعرف، فإن الانتخابات ستجرى على مستويات عديدة .. رئاسة الجمهورية، ورئيس حكومة الجنوب (فى الجنوب فقط)، وولاة الولايات والمجلس الوطنى ومجلس الولايات والمجالس التشريعية، ولكننا سنكتفي هنا بانتخابات رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني باعتبار انها الأكثر أهمية والأكثر تأثيرا على تركيبة الحكم في البلاد ومستقبلها وطبيعة علاقة السودان بالعالم الخارجي بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية !!
* غدا بإذن الله نبدأ .. انتظروني
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
4 فبراير 2010