بعيداً عن خرافات واساطير الدينكا ،ثبت عملياً ما يسمى بـ(تعدد الإخصاب لدى الآباء) ، وهي عملية اكثر شيوعاً عند الكلاب والقطط. وتعدد الإخصاب يعني إنتاج أكثر من بويضة واحدة عند الأنثى هذه البويضات يتم تخصيبها بأكثر من ذكر واحد مما ينتج عنها اجنة تولد لها أكثر من اب واحد.وهذه الحالة نادرة الحدوث لدى الإنسان لكنها موجودة وثابتة علمياً.
قد تصيبك الدهشة والتعجب من هذا الكلام كما سبق لكاتب هذا الموضوع ، لكن الدهشة والاستغراب عليك بهما على ما نشرته صحيفة الحياة اللندنية الصادرة يوم السبت 30 يناير 2010 م في العدد (17102) بالصفحة (40) الاخيرة نقلاً (AFP) عن رجل تركي فاجأته التحاليل الطبية التي اجريت على توأمين من زوجته التي ينوي طلاقها بسبب شكه فيها ،تطابقت نسبة التحاليل للحمض النووي (DNA) بينه وأحد الطفلين بنسبة 99.99% بينما اختلف الفحص عن الطفل الآخر رغم كونهما توأمان .وتقول الصحيفة بأن المرأة كانت على علاقة مع رجل آخر قبل أن ترغمها أسرتها على الزواج من هذا الرجل.أما التبرير العلمي لمثل هذا فقد نسبت الصحيفة تصريحاً الى رئيس قسم أمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة انقره الدكتور روسن ايتاك قوله :”إذا كانت للمرأة علاقتان جنسيتان مع رجلين مختلفين في مدة زمنية قصيرة قد ينتج عن ذلك حمل بتوأمين من بويضتين تحمل كل منهما مادة جينية مختلفة”.ويمضي الخبر قائلاً بأن الزوج قرر الاحتفاظ بالابن الذي قيل بأنه ابنه بينما نبذ الآخر.
طبعاً ما لن تصدقه الدينكا خاصة كبارهم رغم ايمانهم بقصصهم التي لا تخرج عن نطاق ما فوق الطبيعة هو مثل هذه الحادثة التي لم تخطر على اي بال حتى لكاتب هذه السطور نفسه.إلا أن هذا الرجل لم يخرج من المولد بلا حمص كما قيل في المثل فانطبق عليه المثل السوداني (المال تلتو….) فهو كان شاكاً يريد اثبات شكه بالتخلص النهائي لكن جاءت الرياح بالعكس دون إكتمال اليقين عنده بل خلطه مع الشك فخرج بابن من اثنين….. على كل حال بعيداً عن العلم المعملي كما تم الأمر في هذه القضية المذكورة اعلاه لاشك بأن محاكاة الانسان للقطط والكلاب في تعدد علاقاته سينقل اليه نفس الصفات البيولوجية حسب تقديري.
لويل كودو – السوداني
2 فبراير 2010م