ومؤخرا تابعت مباراة ودية بين منتخب عربي وآخر غربي أفراده بيض وشقر وعيون زرق … ورغم أن الضيوف جاؤوا ليتسلوا ” ويغيروا جو ” إلا أن الجمهور الجالس على المدرجات كان يحضر المباراة وكأنها نهائي كأس العالم والمعلق يتحدث عن تاريخية المباراة و” أهميتها ” !!! ووضع المشاهدين في أجواء حربجية أحسست معها ” وأنا الذي لاناقة لي ولا جمل بالفريقين المتواجهين ” أن عروقي ستتفجر من تدفق الأدرينالين وقبضة يدي كانت جاهزة ( للقتال من أجل الوطن ) هذا الوطن الذي بدا لي أن مصيره ومصير أبنائه رهن بنتيجة هذه المباراة الودية الأستعراضية وحتى يُضفي هذا المعلق بعض الحماس أغرق في التهويل والصراخ والزعيق لدرجة باتت تتطلب تدخل مجلس الأمن أو هيئة الطاقة الذرية لأن تعليقه صار من ” اسلحة الدمار الشامل ” وكل لمسة من اي طرف تتبعها عبارات مثل … أوووو .. لالالالا … ديروا بالكم فالعدو من خلفكم ومن أمامكم والحكم من ورائكم والجمهور من يمينكم ويساركم فأين المفر أيها اللاعبون ….
حتى زوجتي عندما دخلت علي فجأة وشاهدت وجهي مُحمرا وأوداجي منفوخة ( وإياكم أن تسألوني ماذا تعني كلمة أوداجي منفوخة لأنني أحببت أن أستعرض عضلاتي باللغة العربية فكتبتها كما سمعتها من أحد ضيوف برامج الصباح العربية الموجهة لربات البيوت ) وقتها أعتقدت أنني أعاني من نوبة قلبية حادة أو نوبة ربو ولم تدر المسكينة أنني كنت منفعلا مع تعليقات المعلق ( النووي ) ولم أنتبه إلى أنني كنت اصرخ بشكل هستيري مما أخاف إبنتي الصغيرة ودب الذعر في إبني الوحيد وظنت جارتنا الإنكليزية أنني أتهاوش مع أم العيال فأرسلت بزوجها ديفيد كحمامة سلام كدت أنتف ريشها لو سجل الفريق المنافس للفريق العربي هدفا في مباراة أعود وأذكركم بأنها كانت ودية أحتفالية وإستعراضية ولكن أخونا المعلق ركب الدور وأركبنا معه في قطار الرعب والزعيق والصراخ وتحذير اللاعبين من هذه الهجمة وحث المدرب على التغيير وزجر المدافعين وتحميس المهاجمين رغم أن أحدا لايسمعه من الذين يجرون وراء الكرة ولا يسمعه غير أحنا نحن المساكين الذين أبتلانا الله يمن يظنون أنهم كلما زعقوا وزمجروا أكثر .. .زادونا متعة وحبورا …
أوووو .. لالالالا أنتم مخطئون أيها السادة المعلقون ( المفحطون ) من فئة التوربو وسوبر تشارج …
مدونة مصطفى الآغا – MBC
Agha70@hotmail.com