جدل كبير أثير حول الجيش الشعبي طيلة الخمسة أعوام الماضية حول تسليحه ومدى سيطرته على زمام الامور في الجنوب ،وتناولت تقارير صحافية عدة موازنة الجيش الشعبي وما يستهكله من أموال لتقويته على حساب التنمية .
(الصحافة ) فتحت تلك الملفات وملفات أخرى مع رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي جيمس هوث فإلى مضابط الحوار .
٭ اولا نريد الوقوف على ما حققه الجيش الشعبي خلال الست سنوات الماضية من تقدم بشأنه وتحوله من جيش عصابات لآخر منظم ؟
– اولا نقول مبروك علينا، الاستفتاء انتهى دون مشاكل وبسلام مما يشير للاسلوب الحضاري للسودانيين ،فالسودان منذ الاستقلال لم يشهد تطرفاً او مشاكل في الانتخابات ويوري عندنا اسلوب حضاري.
اما بالنسبة للجيش الشعبي فقد حقق مكاسب كثيرة في تحوله من عصابات الى قوة تقليدية ،فقد حدث تغيير كبير ،فقد تم تدريب الجيش الشعبي وتسليحه وارتدى الزي الموحد وتم تدريبهم في مجالات عدة في الادارة والمال واللوجستيك والامداد لذلك ممكن اذا رأيتِ الجيش الشعبي في خمس سنوات ستجدي فرقاً كبيراً، والنتيجة لذلك ان الاستفتاء الآن آمن شديد ودون مشاكل لان الجيش الشعبي استطاع مع الاجهزة الامنية الاخرى والشرطة ان يوفروا الامن كما انه تمكن من جمع اكثر من 40 الف قطعة سلاح من ايدي المواطنين ، ويمكن ان تري التغيير من هذا المكتب زمان ما كان كدا رغم انه غير ثابت والجيش ساهم في احداث تحول كبيرفي أمن جوبا
٭ هناك من يرى ان حكومة الجنوب استنفدت ميزانيتها على الجيش الشعبي وتحدثت تقارير عن استحوازه على أغلبية الموازنة ؟
– اذا ذهبتِ لكافة البلدان وليس الجنوب لوحده تجدي ان ميزانيات الامن من اكبر الميزانيات الاخرى حتى في الدول المتطورة ،لان الامن اولا ودون امن لانستطيع القيام بالواجبات الاخرى كالتنمية.وخلافها
كما ان ميزانية الجيش الشعبي تمثل 40% من موازنة الجنوب وهذا حقيقة وليس بالضرورة ان تنفق في شراء الاسلحة فقط ،فالتدريب مهم ليتحول الجيش من العصابات لآخر تقليدي وهذا يحتاج للمال . واي شيء يحتاج للمال وعموما نتيجة اهمية الصرف على الجيش ظهرت في الاستفتاء الآمن وحتى للاجهزة الامنية المختلفة تحتاج للمال لاداء مهامها . لو اطلعتِ على موازنة الخرطوم تجدي الجيش موازنته الاعلى.
والوضع الامني في اي دولة يتطلب ان تفرد موازنة للجيش حتى في امريكا نجد موازنة الجيش الاكبر، لان الامن نمرة واحد وبالنسبة لوضعنا في الجنوب خاص لاننا نتحول لجيش تقليدي ونحتاج لمبالغ للتدريب وغيره، لذا ندفع مبالغ للامن وما في حاجة مجاني.
٭ في رأيك ماهي اهم التحديات التي ستواجهكم حال الانفصال؟
ـ احد التحديات بعد ذلك سنتجه لمرحلة التنمية وهذا يتطلب جهودا وحتى عدد الجيش الشعبي لن يكون كما هو وانما سيتم تقليصه وهذا يمثل تحدٍ كبيرفكثيرون من منتسبي الجيش الشعبي سيتم تسريحهم عبر « الدي دي ار « مما يتطلب العمل اضافة لقدامى المحاربين من صنعوا التاريخ وجاءوا بالسلام فما ممكن نخليهم ساكت. الآن الجيش الشعبي منظم ولكن ستكون لدينا تحديات في تطوير الجيش الشعبي فهو لازال في حاجة الى التدريب وخلافه .
٭ ماهي دواعي التقليص لقوة الجيش الشعبي ؟
ـ للانتقال لمرحلة سلام وتنمية فاذا بنستقطع من الموازنة العامة 40% نريد أن نأخذ 20 – 30% حتى تذهب اغلبية الموازنة للتنمية فالجنوب يحتاج لمستشفيات ومدارس وطرق وطعام وحتى الجيش الشعبي سيساعد في التنمية في كل المجالات زراعة وطرق وأي شيء آخر.
٭ شهدت الفترة السابقة اتهامات للجيش الشعبي خاصة من شريك نيفاشا بخرق الاتفاقية عبر تسليح الجيش بالآليات الثقيلة وهناك حادثة الباخرة الاوكرانية وماتسرب حولها من وثائق ويكليكس ؟
ـ اتفاقية السلام الشامل تسمح لنا بالتدريب والتسلح،و يمكن الخرطوم تقول ما مسموح.. وليتحول الجيش الشعبي من جيش عصابات الى تقليدي ماذا نعمل لا بد يتم تدريب- وبعدين السوق موجود وبنشتري سلاح والخرطوم ايضا تشتري من السوق، ولو عندنا اموال بنشتري اي حاجة في السوق موجودة تجعل من الجيش الشعبي مكوناً قوياً ومنظماً.
٭ دائما ماتطلقون تهديدات في مواجهة شريككم المؤتمر الوطني بعبارة « الجيش الشعبي مازي زمان « !!
ـ كلام صاح انحنا اتسلحنا ما زي زمان والعندو داك عندنا،بعدين نحن ما زي زمان حتى المرتبات زمان ما كان عندنا وكنا متطوعين ايام الغابة ولكن الآن وضعنا تغير ،ولكن لا نهددهم.لكن لو بيشوفونا بنظرة الغابة سنوريهم اننا ما ناس غابة
٭ يرى مراقبون ان كل طرف يعد نفسه لحرب جديدة ؟
ـ نحن لا نحب الحرب، قاتلنا في الجنوب اكثر من 50 سنة وناضلنا ومات مننا اكثر من (5) مليون، ولكن لو فرضت علينا نحن مستعدين ولكن لا نبحث عنها. فنحن في دفاع وليس هجوماً.
٭ ولكن ناتيسوس في احدى محاضراته ركز في ان هناك تطور في تسليح القوات المسلحة مقارنة بالجيش الشعبي ؟
ـ الجيش السوداني انشيء قبل 60 سنة ولا يمكن يكون زينا. صاح عندهم اعداد اكثر مننا ولكن لدينا الاعداد الذي يمكنا من ان ندافع به عن انفسنا.
٭ الصورة التي ترسم عن الجيش الشعبي مخيفة ؟
ـ صحيح هناك من يقول ان الجيش الشعبي حيخرب الاستفتاء ويرهب المواطنين وحيعمل وحيعمل وهذا كله لم يحدث وهناك من يزعم انه غيرمنظم، ولكن الوضع وضح للناس بانه افضل ومنظم ولايمكن ان يقوم باشياء سيئة .
٭ كيف تنظر لمستقبل العلاقات ما بين القوات المسلحة والجيش الشعبي عقب الانفصال ؟
ـ ما عندنا مشكلة، روتينيا يحددها رئيس الجنوب مع حكومته، شكل العلاقات مع الشمال وستكون علاقاتنا مع القوات المسلحة حسب سياسة الدولة وعلاقات الجيرة.
٭ لا تعتقد ان يتفق الطرفان على التعاون في المجالات المختلفة ؟
ـ حسب الاتفاقات التي يمكن ان تبرم سيكون هناك تعاون متبادل في كافة المجالات دون استثناء .
٭ ماهو مصير الشماليين في الجيش الشعبي خاصة قوات ابناء جبال النوبة والنيل الازرق؟
ـ القوات من الشرق وغيرهم لاتوجد بشأنهم مشكلة كبيرة فعدديتهم بسيطة فسيأخذوا حقوقهم وينضموا لجيش الشمال ، لكن بالنسبة للمنطقتين مشكلتهم لها خصوصية لذا افرد لهم بروتوكول وقضيتهم تحتاج لحل فهم قد حملوا السلاح وناضلوا ولديهم اسلحة ودفاع واي حاجة لذا لابد ان تحل المسائل السياسية التي جعلتهم يحملوا السلاح. فاذا لم تحل قضيتهم فالشمال حيكون فيه مشكلة وحرب وسيقاتلوا- ونتمنى المحادثات الجارية الآن وترتيبات ما بعد الاستفتاء تضع قضيتهم في عين الاعتبار. فلابد ان تتم المشورة الشعبية بصورة مرضية ومقبولة لابناء المنطقتين لانها اذا لم تجرِ فستندلع المشاكل ، وما على كيفنا نحن في الجنوب ويمكن يحاربونا انحنا كمان لانهم مسلحين، هذا عاوز حل جذري حل لوحده ولا بد الترتيبات الامنية تتم والمشورة ايضا وان يتم الاتفاق على وضع معين لهذه القوات ،فهي قوات كبيرة ولا يستهان بها ، كما ان الامر يتطلب اتفاقاً على وضع معين لهذه القوات مابين الجيش السوداني وتلك القوات وأن يصل الطرفان لحل حاسم قبل الشروع في المشورة .
٭ هناك لغط دائما مايثار حول الجيش الشعبي واسرائيل وامريكا ؟
ـ الحصل عندنا ضباط مشوا في كورسات في يوغندا وكينيا واثيوبيا وامريكا وحتى الجيش السوداني بيعملوها وهي كورسات عادية في التنمية البشرية . ولكن ما في زول بيدينا سلاح من هؤلاء . كما انه من الضروة ان نجد من يساعدنا فيما يتعلق بالتدريب و لكن ما في زول بيدينا سلاح منهم نهائي و حتى نحن طلبنا تدريب من الجيش السوداني وحاجات كثيرة استفدنا منها.
اما بالنسبة لعلاقتنا مع اسرائيل ما عندنا معها علاقات حتى الآن ، واي حاجة مصالح ولو بقينا دولة ورأت الحكومة ان لها مصلحة في خلق علاقة مع اسرائيل مامشكلة وليس بالضرورة ان تكون تلك العلاقة ضد الشمال ، فقد تكون علاقة اقتصادية واستثمارية عموما سنرى وقتها ماذا ستكون سياسة الدولة لو في مصلحتها ان تستفيد من خبرات اسرائيل ممكن يحصل ذلك حتى في مصر والاردن حسب مصالحهم علم اسرائيل يرفرف بهما.و لا نستخدمها لتكون ضد العرب او الشمال وانما للمصلحة.
٭ هناك من يرى ان الحركة الشعبية اضاعت احلام زعيمها في توحيد السودان؟
ـ نحن لم نضيع لحم د. جون وهو قال كلام مهم شديد و الوحدة التي نادي بها طوعية وليست اجبارية، وبيقول للجنوبيين ولما الناس تحدثوا في حق تقرير المصير قال خلينا نعمل الوحدة الجاذبة وليه يكون الوحدة جاذبة لانو فترة من الفترات زمان مافي تنمية في الجنوب والحكومات المتعاقدة في الخرطوم ما عملت تنمية في الجنوب ود. جون قال نعمل وحدة جاذبة تعمل مشاريع تنموية وتمشي للجنوبيين ولكن ناس الخرطوم دفعوا الجنوبيين للانفصال حتى لو د. جون عايش كان سيأخذ ذات الموقف. ود. جون قال «انا د. جون مع زمرتي التي شاركونا في الغابة وتشاكلنا لمدة 20 سنة وجبت السلام وهدفنا انتهى وبعد ذلك فرصتكم من لم يستطيع الذهاب للغابة وتقرير مصيره في الغابة عاوز تكون مواطن درجة ثانية في بلدك هذا قرارك الشخصي».
لكن ناس الخرطوم ما ساعدوا د. جون ليعمل وحدة حتى لو ما مات الجنوب كان حينفصل. لان الخرطوم لم تساعد على الوحدة.
٭ اهم التحديات التي ستواجه الجنوب حال الانفصال ؟
ـ اذا لم نتماسك جيدا ونكون يدا واحدة الجنوب « بتفرتك» والحكومة لا بد تعمل تنمية وما يريده الجنوبيون وكذلك الشمال ممكن يتفرتك اذا لم يحل مشاكله وستتشتت ولاياته وكذلك الجنوب فلابد من التنمية المتساوية بالنسبة لتقسيم الثروة والسلطة عموما الحكومة في الجنوب ستكون لها خطة لتنمية الجنوب.
٭ اين يقف الجيش الشعبي من قضية أبيي ؟
ـ احنا لسنا طرف في حرب تنشأ في ابيي او اي مشكلة ، كما الجيش الشعبي ملتزم تماما بالاتفاقات المبرمة وليست لديه اي قوات داخل ابيي باستثناء القوات المنضوية تحت لواء الوحدات المشتركة ، واتفاقية نيفاشا تمنعنا من دخولها .
وعموما المسيرية لديهم سلاح وكذا الدينكا نقوك ويتشاكلوا مع بعض ،والدينكا نقوك لديه شباب مسلح ويدافعوا عن انفسهم واحنا ما دخلنا وعندهم ذات السلاح الذي لدى المسيرية و طالما المسيرية قادرون على الهجوم فالدينكا قادرون على الدفاع ولديهم ابناء مستعدون للموت بارضهم وليس الجيش الشعبي احنا ما فيشين هناك وملتزمين بالاتفاقية.. لكن بالنسبة لقضية ابيي نشعر ان ابيي تابعة للجنوب – فقديما ضمت للشمال لوعورة الطرق ولتلقى خدمات من كردفان. ونحن كجنوبيين غير محايدين وما ممكن نكون محايدين ونحن جزء من قضية ابيي ونطالب بحل القضية. والحل ان يجلس الطرفان سويا و حتى لو ابيي تبعت للجنوب فالمسيرية سيأتوا للجنوب من اجل الرعي ولكن مشوا لاهاي و صدر قرار التحكيم والخرطوم رفضت التنفيذ ونحن كجنوبيين نشوف ما ممكن نكون محايدين لا بد من حل سياسي. والجنوب ما حصل قال ما داير المسيرية يأتوا للجنوب والمسيرية كشخص ممكن يأتوا للجنوب للمراعي وسلفا قال ذلك عموما المسيرية لا بد ان ينظروا لمصلحتهم وحياتهم المرتبطة كلها بالجنوب. لماذا ما يأخذوا ذات وضع الرزيقات نهائي ما بيتشاكلوا مع الجنوب ما عندنا معهم مشاكل. لكن الخرطوم خربت رأسهم وبيقولوا ابيي بلدنا ودا ما صاح.
٭ هل يمكن ان يعيد الخلاف في ترسيم الحدود البلاد لمربع الحرب ؟
ـ ممكن نعيد البلاد للحرب. الحدود معروفة لكن السياسيين بس بعقدوها. فهناك رجال كبار السن مابين السبعين فما فوق لازالو موجودين وعلى دراية كاملة بتلك القضية ،كما ان الحدود معروفة لكن حكومة الخرطوم ما دايرة تعترف بيها. وتقول ان هناك مناطق في الجنوب الآن تتبع للشمال وايضا العكس.وكل زول ممكن يحاول يأخذ منطقته بالقوة مما يؤدي للمشاكل. المطلوب ان يجلسوا ويتفقوا على الحدود المعروفة. لدينا امهات موجودين والكل عارف حدوده المسيرية والرزيقات والسليم مع رفاعة .
٭ ماهو تقييمك لعمل مجلس الدفاع المشترك والقوات المشتركة في فترة الخمس اعوام ونصف الماضية ؟.
ـ مجلس الدفاع المشترك من مؤسسات الاتفاقية عملت شغل وحلت مشاكل وكنا نناقش المشاكل داخل الاجتماعات بصراحة وبساطة ولو حصلت وحدة كان ممكن القوات المشتركة تكون نواة حتى لو فيها مشاكل بسيطة متعلقة بالتدريب وغيره ،فالمشتركة عانت من اشكاليات و الحاصل ان موازنتها تأتي من الخرطوم وهي بسيطة ولم تلبي كل الاحتياجات وكانت تكفي فقط لبند المرتبات والزي ، كما ان عملية الاندماج بالنسبة للقوات المشتركة لم تتم فهم في منطقة واحدة وبمعسكرين مختلفين اضافة الى انها لم تتلقى اي تدريب او تسليح مما يؤكد ان الخرطوم من اتت بالانفصال وليس الجنوب ،فهي الممسكة بموازنة المشتركة وكل ما الى ذلك من عمليات تكوين المشتركة لتكون نواة لجيش السودان الموحد .
٭ وأخيرا ؟
ـ نتمنى ان يكون السودان الشمالي والجنوبي دولتين مسالمتين ويتبادلان الخبرات في اطار أخوي .
الصحافة
حوار : علوية مختار