أعاب الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي إمام الأنصار، إستغلال الدين في الوصول للسلطة، واتهم الواصلين عبر ذلك الطريق بتغييب فرائض الإسلام السياسية والإقتصادية ما يفرز ظواهر الفساد والإستبداد، واستنكر المهدي في خطبة الجمعة بمسجد الهجرة بود نوباوي، التي وجّه فيها رسالة إلى الرئيس المصري حسني مبارك أمس، إسلام الدول التي وصفها بالبوليسية وتوظيفها للأحكام العقابية الإسلامية في حماية مُجتمع بعيد من قيم الحرية والعدالة والمساواة التي يفرضها الإسلام. وشدد على ضرورة المزاوجة بين الواقع والواجب وكفالة الحرية والعدالة والمساواة بين الناس لإظهار الإسلام الحقيقي. وقال إن مولد عهد جديد في مصر سوف يكون له أثر كبير، وأضَافَ: لقد إتصلت بعددٍ من قادة الطيف السياسي في تونس وفي مصر أناشدهم الحرص على وحدة الكلمة والحوار الجاد الهادف وتجنب العنف ومهما كانت الأوضاع فسوف يكون لموقف الرئيس المصري محمد حسني مبارك أثر مفتاحي، ودعاه لمشروعٍ نهضوي جديد ملامحه هي معادلةٌ كسبيةٌ بين التأصيل والتحديث، بجانب الحوكمة الراشدة التي تقوم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، التنمية في مُعادلة النمو والعدل الإجتماعي، العلاقات الخارجية المؤسسة على الندية بلا تبعيةٍ ولا عداءٍ، السلام المؤسس على العدل، وقال إنّ إنتفاضة الشارع السياسي التي إنطلقت من تونس بصورةٍ عفويةٍ ما كان لها أن تنطلق لولا التراكم الذي سبقها، وما كَان لها أن تجد تجاوباً في الشارع السياسي في البلدان العربية كافة لولا تشابه الظروف. وتابع: إن إنتفاضة يناير الشعبية في مصر رافدٌ قياديٌ في حركة التطلع لعهد عربي جديد، لا بد أن تقوم فيه مصر بالدور الرائد الذي يؤهلها له حجمها المعنوي والمادي.
الراي العام