نجحت الأجهزة الأمنية السودانية في الوصول لصاحب الموقع الذي أرسلت منه رسائل عبر (الفيس بوك) تحرض للخروج في تظاهرات ضد السلطة ونشر إساءات وصور لمسؤولين في الدولة وكانت الأجهزة الأمنية التي قد تابعت تلك الرسائل التي جاءت على شكل منشورات تحت مسمى شباب من اجل التغيير (شرارة) قد حرضت للخروج في تظاهرات. وتوصلت مجهودات الأجهزة الأمنية إلى أن الرسائل التي أرسلت من داخل السودان تمت من مدينة بربر بولاية نهر النيل ونجحت في الوصول لصاحب الموقع وهو فني شبكات بإحدى الشركات التجارية بيد أن صاحب الموقع نفسه كان قد أبلغ الشرطة عن مجهولين اخترقوا موقعه الإلكتروني وبثوا منه رسائل فيها إساءات. وكان نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم الدكتور مندور المهدي قد كشف في تصريحات صحافية نشرتها الصحف أمس أن أجهزة حزبه تمكنت من محاصرة تلك الحملة الإلكترونية التي قادتها أطراف من خارج السودان لتحريض المواطنين للخروج للشارع في الثلاثين من الشهر المنصرم موضحاً بأنهم استخدموا أحدث الوسائل التقنية في التوصل لمصادر تلك الرسائل وقال إن 85% من تلك الحملة كانت من خارج السودان بواقع 800 رسالة من دولة النرويج و(4) آلاف رسالة من كل من السعودية والإمارات و(700) من دولة البحرين وبضعة آلاف رسالة من بريطانيا وما تبقى منها (15%) من داخل السودان من بينها (700) رسالة من شخص واحد. ودعا لقيام كتائب من الأساتذة من الجامعات في مجالات الإعلام وتقنية المعلومات لدعم الحكومة حتى تتمكن من مواجهة الحملة الإلكترونية.
وفي السياق نفسه كشف عدد من رواد منتدى (الفيس بوك) أن بعض المشتركين لا يمتلكون المعرفة الكاملة لتأمين مواقعهم الإلكترونية ويسقط مثل هؤلاء في أيدي أصحاب المعرفة الذين يستخدمون تلك المواقع وبث الاساءات والأفلام الفاضحة. ونبهوا لتدني ثقافة استخدام مواقع (الفيس بوك) وكذا الإجراءات التي يمكن أن يتخذوها إذا تم استخدام مواقعهم في أفعال مخالفة للقانون. من جانبه كشف مدير المباحث والتحقيقات الجنائية اللواء فتح الرحمن عثمان في حوار لـ«الأهرام اليوم» أن إدارته استحدثت دائرة خاصة لمكافحة جرائم المعلوماتية وقد استبقت تلك الجريمة كإجراء احترازي إذا بدأت الجريمة في الانتشار وأن تلك الدائرة تقوم بإجراءات التحقق في الجرائم المستحدثة ونجحت في القبض على عدد من المتهمين في مثل تلك الجرائم.
الأهرام اليوم