اشتبكت الشرطة السودانية صباح الأحد مع طلاب جامعيين أثناء محاولتهم الخروج في مسيرات للتنديد بارتفاع الأسعار والمطالبة باستقالة الحكومة وضربت واعتقلت بعضهم.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن شرطة مكافحة الشغب تصدت لنحو ألف طالب من جامعة أم درمان الإسلامية أثناء خروجهم في مسيرة إلى الشارع مطلقين هتافات تنتقد الرئيس عمر حسن البشير.
وأضافت الوكالة أن الاشتباكات اندلعت عندما بدأ المحتجون بإلقاء الحجارة على رجال الشرطة الذين أخذوا بدورهم يضربون الطلاب بالعصي.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد المحتجين ويدعى محمد صلاح أن عشرات من أفراد الشرطة بدؤوا يضربون الطلاب بالعصي في ميدان جاكسون وأن بعضهم اعتقل.
وتظاهر كذلك نحو خمسمائة طالب من الجامعة الأهلية في أم درمان مرددين هتافات تنتقد ارتفاع الأسعار وتطالب بالتغيير. وذكر شاهد أن أفرادا مسلحين من شرطة مكافحة الشغب أطلقوا قذائف الغاز المدمع وحاصروا الطلاب في كلتا الجامعتين.
وبالتوازي مع تلك الاحتجاجات تظاهر نحو مائة شاب قرب القصر الجمهوري وسط الخرطوم هاتفين “نريد التغيير، لا لارتفاع الأسعار”. وتصدى لهؤلاء كذلك حشد من الشرطة الذين طارد بعضهم المحتجين، واعتقلوا خمسة منهم على الأقل.
كما أوقفت الشرطة نحو عشرة صحفيين يعملون لوسائل الإعلام المحلية والدولية وطلبت منهم عدم تغطية الاحتجاجات.
وتأتي هذه المظاهرات استجابة لدعوات عبر الإنترنت لتنظيم مسيرات سلمية مناهضة للحكومة في جميع أنحاء السودان بالتزامن مع إعلان النتائج الأولية لاستفتاء تقرير المصير والتي تشير إلى رغبة نحو 99% من الجنوبيين بالانفصال عن الشمال.
كما تأتي كذلك بعد خمسة أيام من الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت منذ خمسة أيام في عدة مدن مصرية للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية وبسقوط نظام الرئيس المصري.
وقال القيادي في حزب الأمة المعارض مبارك الفاضل إن “هذه المسيرة السلمية نظمها شباب السودان”، مضيفا في حديث للوكالة الفرنسية أن “ما رأيناه في مصر ألهم الشباب على التحرك فنظموا أنفسهم من خلال الإنترنت”.
وعبر الفاضل عن اعتقاده بأن المتظاهرين “أرادوا إظهار غضبهم إزاء الأمور التي أدت إلى تقسيم البلاد، ولأن مستقبل الشمال غير واضح”.
ويذكر أن الاستياء الواسع من الأوضاع الاقتصادية والسياسية أدى لاحتجاجات متفرقة في شمال السودان في الأسابيع الأخيرة.
وكان تحالف أحزاب المعارضة هدد بالعمل على إسقاط الحكومة في حال رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم الاستجابة لمطلبه كما هدد بالانخراط “مباشرة في عمل سياسي هادف لإزالة النظام عبر وسائل النضال السلمية المدنية المجربة”.
الجزيرة نت