* ولكن بمهنية جبلنا عليها في ( السوداني) وبعيدا عن قول الإمام الشافعي، لا بد أن نوجه أقسى النقد لوزارة الصحة وإدارة مستشفى (جعفر إبنعوف للاطفال) التي عايش فيها الاطفال المرضى وأسرهم وقتا حرجا وذاقوا معاناة شديدة عند انقطاع التيار الكهربائى من الخرطوم قبل يومين بخروج سد مروي من الشبكة ( إلى متى يستمر هذا الخروج ؟!)، وقد اضطر الأطباء الى علاج الأطفال تحت ضوء الشموع التي هرع المواطنون لشرائها من البقالات القريبة حتى عادت الكهرباء مرة أخرى، ولولا عناية الله ورعايته لحدث ما لا يحمد عقباه !!
* في كثير من دول العالم لو وقع مثل هذا الحدث لاستقال وزير الصحة، بل ربما استقالت الحكومة بأكملها، ولكن فى السودان، فإن روح المواطن لا تعني شيئا للحكومة، لذلك يمكن أن تترك مستشفى أطفال بدون مولد كهرباء إحتياطى أو يترك المولد ( إن وجد ) بدون صيانة أو ( تجهيز) لأن الحكومة تهدرالميزانية على سفريات ومكالمات وتأمين أصحاب السيادة بينما يموت الأطفال من الجوع والمرض ويتوقف العلاج بسبب انقطاع الكهرباء بدون أن يثير ذلك غضب احد أو حتى يلفت إنتباهه، فتتمادى الحكومة فى سوء عملها واهدارها للمال العام !!
* متى تفهم الحكومة أن حياة (طفل) واحد أهم من الحكام والرؤساء والوزراء، لأنه يمكن أن يكون أكثر فائدة لوطنه ومواطنيه فى المستقبل من حاكم لا يهمه سوى سلطته وأمنه ورفاهيته وسفرياته التى لا تقدم بل تؤخر الوطن وتبدد أموال شعبه، دعك من مئات الأطفال الذين يحتاجون الى العناية والعلاج فى مستشفى حكومي يجب ان يجد الأولوية المطلقة في الاهتمام وتخصيص الأموال ؟!
* أرجو أن يجد مستشفى الدكتور (جعفر ابنعوف) التفاتة من دكتور كمال برغم مشغولياته الكبيرة والكثيرة، وإليه أوجه الحديث لأننى أعرف مدى جديته واهتمامه وتفانيه في عمله !!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
28 يناير 2010