السودان ينقب في ذكريات الامبراطورية لإغراء السائحين البريطانيين

قبل اكثر من 120 عاما أطلق مسلحون سودانيون وابلا من الاعيرة النارية والصواريخ على السفينة البخارية البريطانية «بوردين» عندما كانت في آخر رحلاتها بنهر النيل لانقاذ بطل الامبراطورية غوردون باشا الذي هزم في الخرطوم.
واليوم انتشل ابناء هؤلاء السودانيين أنفسهم ما تبقى من السفينة الصدئة، وانشغلوا بترميمها في محاولة لاغراء الغزاة البريطانيين السابقين بالعودة مجددا، لكن هذه المرة كسائحين.
ووجد مهندسون سودانيون السفينة البخارية التي ترجع الى القرن التاسع عشر مقطعة الى 12 قطعة في ساحة للزوارق في شمال الخرطوم أواخر العام الماضي.
وبدأوا العمل وأعادوا تجميع السفينة ذات الهيكل الحديدي خلال أربعة أسابيع ونقلوها بالقرب من مسرح معركتها القديمة على ضفاف النيل في ام درمان.
وقال وزير الدولة للاعلام والسياحة بالخرطوم محمد عوض البارودي، انها بدأت تجتذب السائحين بالفعل وأضاف أنه دهش لمجيء حافلتين تقلان سائحين اوروبيين للمنطقة يوم الجمعة الماضي، مشيرا الى أنها لن تفتتح قبل 26 من الشهر الحالي.
وتابع أنه في بريطانيا دائما ما يقابل أشخاصا عاشوا او عاش اباؤهم في السودان من قبل وأنهم يبدون اهتماما بالمجيء الى السودان ،مشيرا الى أن السائحين يمكن أن يمثلوا مصدرا هائلا للدخل.
وفي الوقت الحالي مازالت السياحة قطاعا صغيرا،ولم تتوفر لدى الوزير احصاءات رسمية عن أعداد الزائرين للعاصمة.
ويتعين على الزائرين المرور باجراءات روتينية كثيرة والمجازفة بتعرضهم للاعتقال اذا التقطوا صورا بدون الحصول على تصاريح.
وعلى الرغم من الحصول على تصاريح تظل المخاطر قائمة، وتمنع القواعد الامنية التقاط الصور للجسور وهي مشكلة اذا أردت التقاط صورة لاحد المعالم الرئيسية بالبلاد وهي النقطة التي يلتقي فيها النيل الازرق مع النيل الابيض.
وقال الوزير ان الحرب في دارفور شوهت صورة السودان لفترة طويلة وعتمت على الطبيعة الحقيقية للشعب السوداني، وهو شعب مسالم ومضياف ويود أن يأتي الناس لزيارة بلاده.
ومازالت وزارة الخارجية البريطانية تحذر من خطر السياحة في السودان، في حين أن الولايات المتحدة تحث كل مواطنيها على «الحذر الشديد» من مخاطر السفر الى هناك.
وفي ظل هذه التحذيرات لا يقوم بحجز رحلة الى السودان الا نوعية خاصة من المسافرين،وفي الوقت الحالي يشمل هذا الرحالة المارين من القاهرة الى الرأس الاخضر وعشاق التاريخ.
وفي السودان اهرامات اكثر من مصر -لكنها اصغر كثيرا- من اثار مملكة مروي القديمة،لكن على الزائرين أن يتحملوا درجات حرارة تصل الى 50 درجة مئوية في الصيف لمشاهدتها.
ويجري اعداد خطط لانشاء متحف يروي قصة بوردين التي يعتقد أنها السفينة الاقدم والاحسن حالة في العالم، ويمكن مشاهدتها في موقعها الجديد بجوار أطلال القلاع ذات الاسوار المقامة من الطمي التي أقامها محمد أحمد المهدي الزعيم الاسلامي الذي هزم غوردون عام 1885 م.
وقدمت وزارة السياحة طلبا للرئيس عمر البشير لتحويل قصره المطل على النيل الى متحف.

الصحافة

Exit mobile version