ينتعل عطا حذاءه البالي في الصباح الباكر ويضرب في الارض على غير هدى في اغلب الاحيان ، يتأبط قلباً وصفة بأنه لا يحقد فيه على أحد ولم يحدث ان تشاجر مع احد طوال سنواته الثمانين ، تحتضن يديه وذهنه ( خبرات ) ومهارات حرفية فائقة من عمله في السباكة والنجارة والحدادة واعمال البناء وفي السكة حديد والصحة ، عطا صديق ، الكهل الثمانيني يمتلك قوة بدنية هائلة ، احتفظ بها رغم تقدم السنوات ، مكنته من ممارسة ( حوامته ) المحببة الي نفسه كما يقول فهو لم يمتطي دابة منذ العام ( 46) ويحكي عن ذلك :
– كنت بشتغل في عربية اللحمة في مدينة عطبرة واذكر ان جوادي سواري استعصى ترويضه على الجميع وقالوا ما يقدر عليها الا عطا وفعلاً جابوني للجواد ، واستطعت ترويضه والذهاب به الي النيل والرجوع به وعندما كنت راجعا جفل الجواد عند إحدى البوابات ورماني من فوقه ، ومنذ ذلك الحين لم امتطي دابة او عربة ، عطا يتميز بالمعرفة الدقيقة لتاريخ لامتزاجه بكثير من البيئات السودانية ويقول انه ومنذ قدومه الي الخرطوم في منتصف الاربعينات يقضي كل مشاويره على رجليه اللتين لم يصيبهما الوهن رغم تقدم عمره الي ما فوق الثمانين ، سألناه عن السبب تقاعده عن النساء وعدم زواجه حتى الان فرمي بعينية الغائرتين اللتين لم يشكوا الضعف والعمش الي البعيد وهو يقول :
– انا في حياتي كانت عندي سبعة علاقات حب وكل واحدة كنت بطلق عليها لقب ابتداء من ذات الشامة ، ومرجوع القلب ، وبتاع الوفاء ، والاميرة ، وملعوبة الصدى ، والوسادة الخالية ، وكل منها قصة مختلفة عن الاخرى ، ولكن السبب الاساسي في عدم زواجي هو فشلي في الارتباط بفتاة عشقي الاول والتي وقف اهلها في طريق زواجنا ولم تراودني نفسي بعد ذلك بالتقدم للزواج حتى الان
صحيفة حكايات