إنسحبوا.. يرحمكم الله

[ALIGN=CENTER]إنسحبوا.. يرحمكم الله !! [/ALIGN] * مع تقديرى لكل الذين ترشحوا في انتخابات رئاسة الجمهورية ضد المؤتمر الوطنى، فإن تعدد الترشيحات لا يعنى سوى فوز المؤتمر الوطني باعتبار أنه يملك كل الوسائل اللازمة للفوز بما في ذلك المال ــ بغض النظر عن مصدره ــ وامكانيات الحركة وحشد الناخبين في بلد واسع ليس من السهل على حزب فيه مهما كان عدد مؤيديه أن يفوز إن لم يكن صاحب إمكانيات واسعة، وإذا نظرنا الى الواقع السودانى فلن نجد سوى حزب واحد أو اثنين على الأكثر لهما امكانيات الفوز، وبالتالى فإن ترشح أشخاص مثل الدكاترة الأجلاء كامل إدريس وعبدالله على ابراهيم ويوسف الكودة ليس لهم احزاب تسندهم ولا إمكانيات ولا قدرة على الحركة وحشد المؤيدين، يصب في مصلحة المؤتمر، وليس العكس لأن وجودهم على قائمة المرشحين سيؤدى لتشتيت أصوات الناخبين وبالتالى إضعاف فرصة القادرين على منافسة المؤتمر والفوز عليه !!
* لست ضد أحد بشكل شخصي، ولكن بلدنا بحاجة أكيدة لتغيير النظام الحاكم والسياسات والأشخاص والأوجه لاسباب عديدة على رأسها الفشل الكبير لنظام حكم الجبهة الاسلامية في تقديم حلول لمعظم مشاكل البلاد والأخطاء الكبيرة التي انتقصت من سيادة وسمعة السودان ووضعته في مواجهة مع العالم الخارجي، كما أن عشرين عاما في الحكم حتى ولو كان رشيدا، فترة طويلة للغاية تتطلب التغيير وهو ضرورة ترقى لمستوى الفريضة أقرتها كل الشرائع والأديان وعلى رأسها الدين الاسلامى.. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وبالتالى فإن التغيير واجب ديني وواجب وطني وواجب سياسي، وقضية حتمية مصيرية بالنسبة للسودان إذا أردنا السير في الطريق الصحيح المفضي الى التخلص من المشاكل والمفاسد وإقامة علاقات طبيعية مع بعضنا البعض ومع المجتمع الخارجي !!
* يتطلب هذا التغيير أن ننظر الى الانتخابات القادمة نظرة موضوعية حتى بالنسبة للأخوة في المؤتمر الوطني، ونعمل من أجل ترجمة هذه النظرة الى واقع نلمسه ونعيشه، وتستفيد منه البلاد على كافة الأصعدة، خاصة انها مواجهة بقضايا مصيرية مثل الاستفتاء الذى سيحدد مصير الجنوب بكل أبعاده الاستراتيجية الجمة للسودان، وإذا أخذنا واحدة منها فقط وهي الموارد البترولية لاكتشفنا أهمية بقاء الجنوب ضمن السودان الموحد أو على علاقة طيبة بالشمال في حالة انفصاله، إذ أن بترول ( هجليج ) أوشك على النفاذ والجنوب هو الإقليم السوداني الوحيد الذى يحتوى على هذه الثروة، فضلا عن أهميته الكبيرة كعمق استراتيجي للبلاد !!
* إذا فاز حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة بالأغلبية وفاز مرشحه لرئاسة الجمهورية، فإن ذلك يعني تضاؤل فرصة التغيير والإصلاح، وبقاء الوضع على حاله إن لم يتدهور أكثر !!
* ولكي تبقى الفرصة قائمة،علينا جميعا ان نفكر ونتصرف بشكل صحيح بعيدا عن النظرة الذاتية الضيقة والاحلام التي لن تتحقق !!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

24 يناير 2010

Exit mobile version