* ثم تكرم سيادته بإسداء النصح مرة أخرى في نهاية الرسالة حيث طلب مني ان أدخل يدي في جيبي وادفع المصاريف نيابة عن الطلاب الموقوفين بدلا عن الدعوات الصالحات التي لن تفيد بشيء، وليتني كنت ثرياً كالذين أثروا من مال الشعب ويبددونه على الملذات أو يهدرونه على العبث وأرباع المحترفين الأفارقة لتحقيق نصر زائف لن يتحقق، لاستمعت الى النصح وأنا في غاية السعادة، ولكننى والله لا أملك سوى (مرتبي) المتواضع الذي يأتي مرة ويغيب مرات عديدة!!
* ولم ينس الدكتور بول أن يذكرني بأن الأخ الرئيس (الذي طالبته بالتدخل لحل مشكلة الطلاب ومعاقبة الذين لا يطيعون قراراته من المسؤولين)، لا يحتاج إلى تذكرة من شخصي الضعيف وليس في حاجة لأحد مثلي كى ينبهه لعمله، غير أنني ــ وأرجو أن يسمح لي سيادة الدكتور بذلك ــ لن أتورع مرة اخرى وثالثة وعاشرة ومائة ألف أن أنصح الرئيس وأذكره بقراراته التي لا يلتزم بها أمثال الدكتور بول، وأطالبه بمعاقبتهم حتى يعرف كل مسؤول قدره ويلتزم بواجباته ويؤدي الأمانة التي عليه، فهذا هو العمل الذي وهبت نفسي إليه، وإذا لم يستمع الرئيس للنصح فلن يسلم من انتقادي، و(لا خير فينا إن لم نفعل ولا خير فيه إن لم يقبل)!!
* ويسهب الدكتور في درس طويل عن الفرق بين رسوم التسجيل ورسوم الدراسة، وهو درس أتقبله برحابة صدر رغم أنني أحفظه عن ظهر قلب بحكم عملى بمهنة التدريس الجامعي، وعملي كصحفي مهتم بما يحدث في مجال التعليم منذ أكثر من ربع قرن، ولكن مرحباً بالدروس الجديدة خاصة من عالم كبير مثل الدكتور (بول)، جزاه الله عني كل خير!!
* ثم بعد كل هذا لا يقول الدكتور الكريم شيئا غير التشكيك في عدد الطلاب الموقوفين بدون أن يذكر الرقم الحقيقي، وينفي مخالفته للائحة الجامعة التي لا تنص على معاقبة الطالب بالغرامة إذا تأخر عن دفع الرسوم الدراسية، ويتهمني بإشانة سمعته لأنني قلت أنه أغلق أبواب مكتبه عن الوساطات الكريمة لحل المشكلة وكأن الجامعة ملك حر له، وهي التهمة التي ظلت المدخل طوال سنوات الإنقاذ لجرنا إلى المعتقلات والمحاكم ومرحبا بها للمرة المائة أو ربما الألف!!
* وأخيرا وليس آخرا وبعيدا عن رسالة الدكتور.. فإن الطلاب الموقوفين وأسرهم في انتظار قرار من رئيس الجمهورية يرفع الظلم ويعيد الحق لأصحابه.. (والله على الظالم)!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
23 يناير 2010