مسؤول في جنوب السودان يتهم الخرطوم بالتخطيط لعملية عسكرية قبيل الاستفتاء

إتهم مسؤول بارز في حكومة جنوب السودان جهات في شمال بلاده بالعمل على تخريب الاستفتاء الذي يجري الأحد، وقال قيير شوانق وزير الشؤون الداخلية في حكومة جنوب السودان إن حكومة الخرطوم تعلن كلاما للإعلام وتعمل على الأرض بما يخالفه.

وأشار الوزير إلى قيام قوات الجيش الشعبي بإحباط عملية عسكرية كانت تستهدف مراكز الاقتراع وتعكير الجو العام يوم الاستفتاء المصيري المنتظر أن يقرر فيه الجنوبيون الانفصال عن شمال البلاد.

وعرض الوزير مجموعة من الشباب الجنوبيين المعتقلين في ساحة وزارة الداخلية، وقال إن هؤلاء قد تم تجنيدهم لتخريب عملية الاستفتاء، معتبرا أن الرئيس البشير الذي أعلن في جوبا خلال زيارته استعداده لقبول نتيجة الاستفتاء يعمل حاليا على تعطيله.
مقتل مدنيين في ابيي

ومن ناحية أخرى، عمدت مجموعة مسلحة مجهولة إلى قتل مدنيين في أبيي، وفق ما أكد دنق اروب كوول كبير إداريي هذه المنطقة النفطية المتنازع عليها والواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه.

وقال كوول إن “مجموعة مسلحة مجهولة هاجمت مدنيين في منطقة ماكير على بعد 20 كلم شمال ابيي، وقتلوا عددا منهم “.

ويأتي هذا الهجوم عشية استفتاء تاريخي حول استقلال جنوب السودان تنفيذا لاتفاق السلام الشامل الذي أنهى العام 2005 عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.

ونص اتفاق السلام على استفتاء آخر متزامنا حول مصير منطقة ابيي، لكنه أرجىء إلى أجل غير مسمى بسبب تعذر التفاهم على قوائم الناخبين.

وقد أكد جيش جنوب السودان أن ميليشيات متمردة اشتبكت مع الجيش الجمعة واليوم السبت، مما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل.

والهجمات تذكرة بالانقسامات العميقة التي ما زالت باقية في جنوب السودان الذي عانى أيضا من جرائم قتل عرقية وغارات عنيفة لسرقة ماشية.

وأعلن فيليب أجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان أن قواته نصبت كمينا لمقاتلين موالين لزعيم الميليشيا جالواك جاي في ولاية الوحدة بالجنوب أمس الجمعة، وشنت الميليشيا هجوما مضادا صباح اليوم السبت.

وقال أجوير “جاءوا من الشمال لتعطيل الاستفتاء، إنها لعبة معروفة”.
كلينتون تصل جوبا

ومن ناحية أخرى، وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، اليوم السبت، إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، على وقع تأكيد الرئيس السوداني عمر البشير بأن سكان جنوب السودان “سيعاملون كأجانب” في الشمال في حال الانفصال.

وقال البشير “تقرير مصير السودان حق أعطي حصرياً للمواطن الجنوبي، وإذا قرروا تقسيم السودان لدولتين وقيام دولة خاصة بهم ليس هناك موجب لإقامتهم” في الشمال.

وأضاف “هم يتحدثون أن المواطن الجنوبي في الشمال مهمش ومن الدرجة الثانية، فلماذا تريد أخذ جنسية دولة تهمشك؟”. ليتدارك بالقول “أما إن أرادوا الإقامة في الشمال والتمتع بكل الحقوق فليتوحد السودان، وليس هناك منطق يجعلهم يأخذون نفس الحقوق والامتيازات بالشمال”، مشدداً على أن “مسألة الجنسية المزدوجة غير واردة بالنسبة لنا”.

وأوضح البشير أن “الوجود الجنوبي في الخدمة العامة والعسكرية والأجهزة الأمنية نسبته 20% (…) وهذه الحكومة هي حكومة شمال السودان فكيف يأخذون منها نسبة الـ20% وهي حق حصري لمواطن الشمال؟”. وتابع “هناك وجود جنوبي في الشمال ولديهم حقوق وليس هناك مواطن جنوبي سيطرد إلا إذا خالف القوانين (…) أي مواطن جنوبي سيكون له حرية الإقامة والتحرك والتملك في الشمال وأي مواطن
شمالي في الجنوب ستكون له نفس الحقوق”.
عدم استقرار

واستبقت الولايات المتحدة موعد الاستفتاء بـ”نصح” رعاياها القاطنين في السودان بتوخي الحيطة والحذر وعدم التنقل بين مناطق البلاد. إذ حث بيان من السلطات المواطنين الأمريكيين على “تقييم الأخطار بدقة قبل الانتقال” بين مناطق البلاد وذلك قبل استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان (غرب) الذي يشهد تمرداً.

وأضاف البيان “حتى وإن كان الوضع هادئا نسبياًً، فإن الفترة التي ستلي الاستفتاء قد تشهد عدم استقرار سياسي واضطرابات مدنية وهجرة أشخاص بين الشمال والجنوب”.

العربية نت

Exit mobile version