** نقيب الصحفيين ، الدكتور محى الدين تيتاوي ، تظاهر بأنه رفض تلك الدعوة وطالب السفارة بتأجيلها إلي وقت لاحق ، أو هكذا تحدث لصحف السبت الفائت ، فالأرشيف – كما ذاكرة الأمة الواعية – لاينسى ولايكذب ..ولكن بعد السبت ، اجتمع بهم السفير وأعضاء السفارة المصرية على مائدة عشاء ، وعلى شاطئها تم توزيع تذاكر الرحلة ومشتقاتها للنقيب والبعض الموافق .. لم يعلن نقيب صحافتنا عن قبوله للدعوة بعد رفضها ، ولم يقل لقاعدته التي انتخبته لهذا المنصب : « عفوا ، لقد أرغموني أو أغروني ، فاستجبت » .. بل أبقى أمر قبول الدعوة سرا ، ثم سافر بعد أن أقنع مكتب الاتحاد التنفيذي بأن الدعوة خاصة ولا علاقة للاتحاد ومنصب النقيب بها..أو هكذا يبررون لهذه الرحلة .. فتأمل صديقي القارئ : « ضحالة التبرير وضعف المنطق » .. !!
** المهم .. اعتذر للقارئ الكريم ، إذ نقلت له يوم السبت الفائت خبر رفض نقيب الصحفيين لتلك الدعوة ، وشكرته على موقفه ذاك .. إني أعتذر على نقل حديثه نصا وعلى شكري لموقفه ، حيث ظننت بأن للنقيب صدق الحديث وسلامة الموقف ، وما كنت أعلم بأن حديثه كان للخداع وأن موقفه ذاك كان « لامتصاص الحملة الصحفية الرافضة للدعوة » ..أو هذا ما كشفته هذه الأيام ، حيث منذ أول البارحة يتجولون هناك باسم الإعلام السوداني .. بل – كمان – يطالبون وزير الإعلام المصري بتبني مقترح « كيان إعلامي مصري سوداني » .. !!
** سبحان الله ..يطالبونه بتبني كيان إعلامي مشترك ، ولم ولن يطالبونه بالاعتذار على حديثه الفج غير المسؤول ليلة الهزيمتين «الكروية بالخرطوم و الإعلامية بالقاهرة » .. حيث قال هذا الوزير نصا : « احنا متابعين الموقف ، ولو السلطات السودانية ما قدرتش تحمي جماهيرنا أحنا حنتدخل و حنرسل قواتنا علشان تحميها » ..هكذا تحدث الوزير الذي هم يسترجونه اليوم لتبني « كيان إعلامي مشترك » .. ودونكم موقع « اليوتيوب » ، ذاكرته لم تخطئ في توثيق شاردة أو واردة خرجت من ألسنة « مهرجي تلك الليلة » .. لم يطالبوه بالاعتذار ولن .. هيهات ، حيث هم في عقر داره ، ثم يرجون منه ما لانرجوه – كيان إعلامي مشترك – ، فمن أين ستأتي شجاعة إقناع أو إلزام « الباشا بالاعتذار » ..؟
** لا علينا .. كل امرء يأكل زاده في مواقف الدنيا ومحطات الحياة ، والمرء ليس مسؤولا عن نوع زاد صاحبه ، « زاد عز » كان أو « زاد ذل » ..فقط هي رسالة يجب أن يقرأها نقيب الصحفيين السودانيين المتواجد بالقاهرة بأمر سفارتها وهيئة إعلامها ، فحواها : « أنت لاتمثلني في رحلة الذل هذه » ..ولاتحزن ياصديقي القارئ ، ما هم إلا شخوص في الذهاب وفي الإياب ..أما وطنك الحبيب سيبقى عزيزا كما تنشده وننشده : « ابدا ماهنت ياسوداننا يوما علينا » …!!
اليكم ..الصحافة-العدد 5944
tahersati@hotmail.com