الحركة الإسلامية وتصحيح المسار

[ALIGN=CENTER]الحركة الإسلامية وتصحيح المسار[/ALIGN] تدرجت الحركة الإسلامية من حركة مجتمع الى حركة دولة فقد بدأت دعوية ناقدة للأوضاع المتردية تعمل على تصحيح مسار المجتمع وإعادة تشكيله، وقد سعى الرعيل الأول من الجيل الحركي لبلورة عمل إسلامي دعوي ينتشر نحو العالمية ولايكتفي بالدعوة المحلية وهذا شأن الإسلام والمسلمين في كل مكان يعملون وفقاً لمبادئ الصدق والشورى والحرية المتاحة في المجال الحركي دون الخروج عن الإطار المحدد لأن الإسلام دين حرية وشورى وديمقراطية حقة تعطي كل فرد الحق في التعبير عن رأيه دون حجر أو تسلط. من هذا المنطلق يكون الحديث حول الحركة الإسلامية وقضاياها المطروحة على الساحة متاحاً للجميع وليس حكراً على فئة دون الأخرى ولايتوقع الفرد منا عقوبة على رأيه وعلى تمسكه بمبدأ الحرية التي تنادي بها الحركة وتدعو اليها غيرها بل تحث الآخرين على ممارسة هذا الحق دون خوف من احد او وجل، فهل بدأت الحركة الإسلامية تضيق بالرأي الآخر وهل الشورى مفردة نتغنى بها عند التجمعات وفي المناسبات الرسمية فقط دون ان يكون لها تطبيقاً فعلياً على أرض الوقع؟وهل تكون ممارستي لحقي في التعبير بحرية هو نقمة علي، أنني جدُ حزينة لما وصل اليه حال بعض الذين يظنون أنهم أحرص الناس على الحركة وهم أول من سيبادر بالهروب اذا تطلب الأمر تضحيات وإبتلاءات جسام لم يقدمها الا الصادقين والمخلصين من الذين دخلوا الحركة عن قناعة فكرية والتزاما بقيمها وسلوكها من البدريين واللاحقين من أهل الحركة الذين بذلوا ولايزالوا الغالي والنفيس لأجل ان تظل كلمة الله هي العليا، فهؤلاء هم اهل دار الأرقم السابقين لدخول الحركة الإسلامية، وعليه فلست معنية بالحديث عن بعض الذين تسلقوا للحركة عبر النافذة وأصبحوا في غفلة من الزمان ملوكاً أكثر من الملك ولست أعني كذلك بعض الذين يقتاتون على الفتن ويعيشون على إطلاق الشائعات التي لا يسلم منها أحد والتي تطال الأشخاص وتاريخهم وكسبهم، ويكفينا فخراً أننا أبناء الحركة الإسلامية منذ الميلاد والتاريخ يحفظ للناس ما فعلوه، ولا أظن أن بعض الذين يعملون على تفريخ الشائعات وسط المجتمع الحركي يريدون خيراً للحركة أو مسيرتها نحو العالمية لأنهم ينظرون فقط بإتجاه ظلهم لا يتحركون منه قيد أُنملة ولاينظرون للمستقبل بل يظلون يلهثون خلف المناصب والوظائف حتى وإن أراقوا ماء وجههم لأنهم يجعلونها قبلتهم التي يصلون بإتجاهها، وهؤلاء لايشبهون إلا مسلمي عام الوفود الذين دخلوا الإسلام كآخر من دخلوا وخرجوا منه بعد وفاة الرسول (ص) كأول المرتدين عن الإسلام، وهم أشبه بمسلمي غزوة حنين التي ضمت المسلمين وانصاف المسلمين والمؤلفة قلوبهم، فكانت أكبر هزيمة في تاريخ المسلمين والهزيمة حينها لم تكن عن قلة بل هم يومئذ كثرة لكنهم غثاء كغثاء السيل والزبد الذي يذهب جُفاءاً ويبقى ماينفع الناس، غُلب المسلمون بغزوة حنين لأن همهم الغنائم وليس القضية ولذا كانوا هم أول من فروا وبقي الصادقون يدافعون عن الحق، هذه هي حال الذين تولوا يوم حنين والمرتدين من بعد، وهذا ما سيحدث للحركة الإسلامية، إن لم يتم تدارك هذا الأمر بالعمل على بتر الشائعات ومروجيها الذين لايستطيعون العيش الا في الجو العكِر، فهؤلاء مثلهم كمثل الذين قال الله عنهم (قالوا آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم) وحتى لاتصبح الحركة الإسلامية بوجودهم تنظيماً يأكل بنيه ويعمل على إبعاد وإقصاء كل من يحاول تقديم النصح والنقد البناء, ولأجل كل هذا تجنب عدد كبير من اعضاء الحركة ممارسة حقوقهم في النقد الذاتي والسعي في الإصلاح وضعُفت لديهم الرغبة في المبادرة وتقديم النصح وإبداء الرأي خوفاً من إنشقاق متوهم كما يقول أحد مفكري الحركة أو تخوفاً من التصنيف الى هؤلاء أو هؤلاء وهذا ما جعل الكثيرون ينزوون بعيداً لينأوا بأنفسهم عن غول التصنيفات الذي بدأ ينخر في جسد الحركة التي كانت في السابق تملك آليات الإصلاح الداخلي للجماعة عندما تواجهها المصاعب والمحن ، والحركة الإسلامية ليست سوقاً يدخلها من يشاء بل هي مبايعة موت وليست مبايعة مصالح ومواقف او وظائف، والتقرب بالإساءة للآخرين وسمعتهم وكسبهم ليس من شيم الصادقين من أبناء الحركة وكل من يحاول ان ينال من الآخرين لأجل ذاته فليس له مكان في الحركة ولا هؤلاء الذين يقتاتون على موائد السلطان لشئ في نفوسهم، فبعض الذين دخلوا الحركة الإسلامية مجدداً يحملون معهم أمراضهم النفسية ليبثوها داخل الصف الإسلامي الموحد ليعملوا على تقسيمه، هؤلاء ان ظلوا داخل الحركة دون محاسبة ومساءلة فهي كارثة ستودي بكل كسب الحركة وتاريخها لامحالة. وكما أسلفت فإنني أعني خُلص الحركة الإسلامية بأن يتداركوا الأمر ويمعنوا النظر ويعيدوا قراءة الأوراق جيداً حتى لايحدث ما حدث قبلاً ، ومن أراد أن يعرف تاريخ الحركة الإسلامية وكسبها فليسأل الدكتور ابراهيم احمد عمر، علي عبدالله يعقوب، مهدي ابراهيم، شيخ عطية محمد سعيد، على عثمان محمد طه، سعاد الفاتح، حكمات سيد أحمد، الشيخ ود الفضل، محمد يوسف محمد وأحمد عبدالرحمن وغيرهم كُثر من خُلص الحركة الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه، فلولاء هؤلاء لكنا نفضنا يدنا من الحركة الإسلامية ولا ندم..

مرايا
aminafadol@gmail.com

Exit mobile version