لا تخرج وحدك ، لا تذهب بعيداً ، لا تتكلم مع الغرباء ، لا تتطوع بإرشاد أحدهم أو توصيله ، لا تقترب من سيارة أو ركشة أو أي أحد لا تعرفه … الخ نصائح مبهمة نرددها في بيوتنا صباح مساء ، نلقيها على مسامع أطفالنا كل يوم ، لوائح صارمة لا يفهمونها ولا يدركون لم نصادر حريتهم وبراءتهم وإنطلاقهم وإقبالهم على الحياة بسببها .. إنها مخاوفنا التي لا نتردد في غرسها فيهم عن سبق إصرار وترصد تحت دعوى القلق عليهم وحمايتهم كلها لم تعد مخاوف من مجرد عارض صحي عابر او سيارة مسرعة او ربما اصابة خطيرة قد تلحق بهم نتاج طيش وشقاوة بل اصبح الخوف يتمثل في بعبع قد يخرج فجأة ، وحش يستأسد في فوضى ليصبح مسخاً يريد ان يطفئ رغبته الشاذة بأي ثمن ، (مريم ) جدة ترعي احفادها الثلاثة في غياب والديهم اللذين يعملان تحدثت بمرارة وهي تتساءل ما الذي حدث ؟ وما الذي جعل الناس تتغير وتتوحش طباعها ؟ زمان كان الجار في مقام اولاد الام تستأمنه على ملكك وعرضك وأطفالك ….. اليوم الناس الفي البيت بقينا نخاف منهم !! شنو الحصل يا ناس ؟؟!! الحاجة مريم تصر على التلوث والفساد الذي اصاب حياتنا سببه الموبايل والدش والكمبيوتر والانترنت والافلام التي غزت حياتنا بلا رقيب .. وتختتم حديثها : الناس زمان كانو نضاف والحياة بسيطة والزمن سمح … بس زمنكم الله يستر ويهديكم يا اولادي
صحيفة حكايات