انجاز العاجز

[ALIGN=CENTER]انجاز العاجز [/ALIGN]عفواً مقدماً عزيزي القارئ لكن لابد من تناول موضوع يشبه الحالة التي تستحق التناول، ونبدأ بطرفة تحكي عن أحدهم تسلط على صديق له لا يستطيع الوقوف أمامه في اية معركة بدنية. وظل هذا المتسلط يملي على صديقه كل رغباته وقتما اراد في اي مكان، حتى أنه إذا وجده يأكل شيئاً طلب منه تركه… المهم الصديق المغلوب على أمره جاء ماراً في أحد الايام سائقاً ثوراً عندما لمحه ذاك فناداه وسأله ماذا يريد فعله حالياً، فاخبره الآخر الذي كان يرتعد من الخوف بأنه ذاهب الى السوق لبيع الثور فقال هذا بأنه أمر جميل وعليه في الاياب المرور به لإعطائه مبلغ البيع وإلاّ عرف النتيجة… فرد هذا بالايجاب.
استطاع صاحب الثور بيع ثوره وصار متحيراً بين اعطاء مبلغ البيع لصاحبه فيتجنب التعرض لعنفه أو لا يبالي بالتهديد فيتحمل نتيجة العصيان..؟، لكنه اثناء تفكيره ذاك لمح تاجراً يحمل اسلحة للبيع فسأله هل هذه للبيع؟ وعندما عرف النتيجة الايجابية اشترى مسدساً ودسه في ملابسه، ثم عاد ادراجه عائداً الى قريته.
كان صديقه في انتظاره متأكداً من العودة بالغنيمة السهلة ولذا فقد انتظر في الطريق المؤدي الى القرية ليس وحده بل معه زوجته، وعندما لمح هذا صرخ بصوت اجش (جبت القروش؟) لكن صاحبنا عمل نايم وكانه لم يسمع شيئاً مما اغاظ هذا فكيف لا يرد له فقال بصوت اكثر حدة (هووي يا انت… مالك ما بترد لي ما سامعني واللا شنو؟ وينا القروش؟)… فرد له (قروش شنو؟)… أنا مش قلت ليك تبيع التور وتديني القروش؟… التور حقك؟… وهنا حاول هذا مهاجمته فاخرج صديقه المسدس وهدده به فوقف وقال بانه كان يمزح معه فقط وليس جاداً إلى الدرجة التي تجعله يخرج مسدساً يشكل خطورة عليهما جميعاً. صاحب المسدس لم يبال بحديث صاحبه بل ذهب ابعد من هذا وطلب منه الخروج من الطريق والجلوس جانباً هناك على الحشائش ثم يتبرز دون ان يسمح للذباب بالجلوس على الروث… حاول هذا اثناءه عن هذا الطلب الصعب ،لكن صاحبنا قرب المسدس منه مما جعله ينفذ المطلوب منه بالحرف.وظل ذاك واقفاً حتى الانتهاء… ثم غادرهما.
بعد مغادرة صاحب السلاح الناري، خاطبت الزوجة بعلها قائلةً (عليك الله شوف الزول المستهتر والمستهبل دا… دا كلام شنو دا..؟)، فقاطعها زوجها وهل تظنينه اكثر استهتاراً واستهبالاًً مني؟.. انتي ما شفتي انا خليت ضبانتين واللا تلاتة قعدن؟.
والمواطن المرعوب في الخرطوم خاصة يتساءل ماذا يحدث حولنا فتطالعنا الشرطة وهي تعرض لنا انجازها في التلفزيون وأحد افرادها يقف مع أحدهم يلبس ثياباً مدنية وهما يمسكان بحيوان قيل بأن الشرطة قتلته يوم أمس الأول الجمعة 15 يناير 2010م ليظهرا في الصورة التي تؤكد الانجاز.!!!
لم اجد اية مقارنة تناسب ما رأيته في التلفزيون سوى هذه القصة المؤلمة اعلاه، فقوة الشرطة التي رأيتها في التلفزيون والاسلحة التي تحملها تكفي لحماية مدينة من قوة باطشة وليست ضد مجرد كلاب لم تعرف بالضبط كيف صارت متوحشة تهاجم البشر. إن قتل كلب واحد أو اثنين بالنسبة للشرطة السودانية ليس انجازاً لها يعرض في التلفاز ،فاين كانت الشرطة عندما توحشت هذه الحيوانات واذا كانت مستوردة فكيف لا تستطيع الشرطة السيطرة؟. إنها انجاز عاجز والشرطة ليست عاجزة حسب معرفتي بها.
لاحظت في الصور المعروضة على التلفاز ايضاً عدم ارتداء الذين قاموا برفع الكلب المقتول قفازات اليد، فهل هذا معقول ان يعرض على العالم حيوان هاجم بشراً ولا يعرف إن كان مسعوراً أم لا بايدي غير معقمة على الهواء مباشرةً؟.

لويل كودو – السوداني
17 يناير 2010م

Exit mobile version