* ومنذ أن استولت الجبهة الإسلامية على الحكم فى البلاد فى يونيو عام 1989 بقيادة (العميد) البشير الذي سرعان ما تدرج في الرتب العسكرية الرفيعة حتى وصل إلى رتبة المشير قبل أن يتقاعد أخيراً من مناصبه العسكرية للحاق بسباق الانتخابات الرئاسية، تراجع السودان خطوات كبيرة الى الوراء في كل شيء بما في ذلك مساحته التي تقلصت باستيلاء المصريين على حلايب والاثيوبيين على الفشقة والمتمردين على أجزاء من دارفور مع انعدام الأمن في أجزاء واسعة من الاقليم، وبعد عام واحد من الآن ستذهب ثلث مساحة البلاد بانفصال الجنوب بشكل رسمي بعد ان انفصل فعليا منذ يناير 2005، بالاضافة إلى خضوع أجزاء لسيطرة القوات الأممية حتى داخل العاصمة الخرطوم وانتهاك سيادة البلاد بالوجود العسكرى الأجنبي الكثيف في أجزاء عديدة، فذهبت السيادة كما ذهبت المساحة ولم يعد هنالك ما يفاخر به السودانيون أقرانهم من الشعوب الأفريقية!!
* في الإقتصاد انهارت الزراعة بانهيار مشاريع الجزيرة والرهد والنيل الأبيض والأزرق ودارفور ومشاريع الزراعة الآلية بشرق السودان وتقلصت اسواق السودان التقليدية فى الثروة الحيوانية… إلخ.. وانهارت الصناعة بانهيار صناعة النسيج والحبوب الزيتية والجلود وانفتاح البلاد للسلع الصينية الرديئة… إلخ، وإذا قلنا ان الإنقاذ نجحت فى استخراج وتصدير النفط وتحقيق ايرادات ضخمة من بيعه، فلقد كان من المفترض ان تستثمر في مشاريع تنموية ضخمة تنعكس على إقتصاد البلاد وحالة الناس المعيشية وتبقى للأجيال القادمة، ولكن لم يحدث أى شيء من ذلك وضاع النفط – الذى أوشك على النفاد – على النفقات الحكومية ومجموعة (طرق وجسور) يسميها صانعوها (الجسور والطرق قليلة التكلفة) بسبب مواصفاتها الضعيفة!!
* ولعلم من لا يعلم، لم يكن لإيرادات البترول نصيب فى تشييد (سد مروي) الذى تعتبره حكومة (الإنقاذ) أكبر انجازاتها، وانما شيد من القروض التي لم تسدد بعد، ولا يعلم إلا الله كيف ستسدد، خاصة وأن بعضها قروض ربوية مركبة الفائدة تزيد كلما تأخر السداد وتصبح عبئاً كبيراً على الدولة!!
* تقاعد المشير أخيراً ليدخل سباق الانتخابات.. وليته لم يفعل.. ولم يرأس واكتفى برداء الجندية السودانية، لكان أفضل له ولنا!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
17 يناير 2010