دعت القمة الرباعية الإقليمية التي عقدت الثلاثاء بالخرطوم في بيانها الختامي إلى “استفتاء سلمي يجنب السودان مزيدا من الصراعات والحروب”.
وشارك في القمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير والرئيس المصري محمد حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت.
وقال البيان “إنه إدراكا من القادة المشاركين لمدى أهمية التطورات التي يمر بها السودان مع بداية العد التنازلي للاستفتاء واستحقاقات مرحلتي ما قبله وما بعده التي تتطلب كافة الجهود الإقليمية والدولية للوفاء بهذه الاستحقاقات فإنهم يأملون بسلام واستقرار في كافة ربوع السودان”.
وتناولت القمة وفق البيان- أولويات استيفاء اتفاقية السلام وإجراء استفتاء الجنوب في جو من “السلام والهدوء والمصداقية بما يعكس إرادة شعب الجنوب في إطار السودان الموحد أو الانفصال السلمي”. وجدد القادة احترامهم لنتيجة الاستفتاء أيا كانت نتيجته.
ومن جهة أخرى أكدت القمة الرباعية في بيانها الختامي على “بذل الجهود لدعم الثقة المتبادلة بين طرفي اتفاق السلام والعمل على تمتين الثقة ودعم الأطراف للوصول إلى اتفاق حول القضايا الخلافية بما يمهد لإجراء الاستفتاء في أجواء صحية”.
وعبرت القمة أيضا عن ارتياحها لحرص طرفي اتفاقية السلام الحزب الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان- لمواصلة العمل المشترك لاستكمال ترتيبات الاستفتاء في جو من الثقة يضمن تفادي أي أعمال عنف من شأنها تعكير الهدوء ومناخ الثقة اللازمين لإجراء الاستفتاء.
كما بحثت القمة العلاقات المستقبلية بين الشمال والجنوب بعد إجراء الاستفتاء بتأكيد ما سمتها الروابط العضوية بينهما والتي قالت إن اعتبارات التاريخ والجغرافيا والثقافة تدعمها.
وكان وزير خارجية مصر، أحمد أبو الغيط أكد الاثنين في بيان إن القمة الرباعية ستتناول الرؤية المصرية الليبية لمرحلة ما بعد إجراء الاستفتاء وسبل دعم الشريكين في تسوية باقي القضايا بما يؤمن علاقات قوية بينهما أياً كانت نتائج الاستفتاء.
”
بحثت القمة أيضا العلاقات المستقبلية بين الشمال والجنوب بعد إجراء الاستفتاء بتأكيد ما سمتها الروابط العضوية بينهما والتي قالت إن اعتبارات التاريخ والجغرافيا والثقافة تدعمها
”
دارفور
ومن جهة أخرى، تدارست القمة جهود إحلال السلام بدارفور. وأشادت في بيانها الختامي بالإستراتيجية الجديدة للحكومة السودانية التي تهدف وفق البيان- إلى تحقيق السلام والتنمية في الإقليم.
ودعت كافة فصائل دارفور لسرعة الانخراط في مفاوضات الدوحة والعمل بشكل جدي لتوقيع اتفاق السلام المنشود الذي يعيد الحياة والأمل لدارفور.
وفي السياق نفسه، نفى وزير الخارجية السوداني على كرتي تقدم القمة الرباعية بأي مقترحات جديدة بخصوص دارفور “بل حثوا الأطراف على الاتفاق والعمل الجاد لتجاوز كافة الخلافات”.
ويذكر أنه قبيل انعقاد القمة الرباعية بعث الرئيس الأميركي باراك أوباما برسائل إلى زعماء كل من مصر وليبيا وتشاد وأوغندا وكينيا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا ورواندا، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي، أكد فيها التزام الولايات المتحدة “بإجراء الاستفتاء المقرر بجنوب السودان في موعده (في التاسع من الشهر القادم) بشكل سلمي، وبأن النتائج ستحترم”.
ووفقا للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض مايك هامر فإن “أوباما أعلن بوضوح أن السودان يمثل أحد أهم أولويات إدارته”، مشيرا إلى أن الرسائل تضمنت كذلك “الوضع في دارفور”.
وفي تطور ذي صلة، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان أنها ستنشر أكثر من 110 مراقبين من 27 جنسية بجانب كندا والنرويج وسويسرا لمراقبة الاستفتاء في عشر ولايات جنوبية وولايات الشمال التي تجرى فيها عملية الاستفتاء.
القيادي في الحركة الشعبية أتيم قرنق: الجنوب يحتفظ بخططه لإنشاء دولته (الجزيرة نت)
تصويت كثيف
وفي موضوع الاستفتاء دائما، أكد أتيم قرنق القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان ونائب رئيس البرلمان السوداني، إن الجنوبيين سيصوتون بكثافة في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب في 9 يناير/كانون الثاني المقبل.
وسخر في حديث للجزيرة نت من الذين يرددون أن الجنوب لا يملك مقومات الدولة، قائلا إن الجنوب يحتفظ بخططه لإنشاء دولته ولن يكشف عنها.
ودافع عن تبني الحركة الشعبية لخيار الانفصال في الاستفتاء، معتبرا أن اتفاقية السلام لا تمنع أيا من الطرفين في تبني الخيار الذي يريده.
ووصف قرنق من جهة أخرى، الطعون ضد إجراءات الاستفتاء بأنها نوع من “التخبط والغباء القانوني والسياسي”، قائلا إن الاستفتاء سيجري في موعده لأنه استحقاق دستوري “ومن يريد التلاعب بنصوص الدستور فهذا شأنه”.
وأكد أن دولة الجنوب ستكون حريصة على إقامة علاقات طيبة مع الشمال، ونفى إيواء الجنوب لمتمردين دارفور، قائلا إن مني أركو مناوي لم يذهب لجوبا باعتباره متمردا، والحكومة في الشمال لم تعلنه متمردا.
ومن جهة أخرى، نفى قرنق أن يكون إعلان تأجيل استفتاء أبيي ورد ضمن اتفاق لحل الخلاف بشأن المنطقة، وقال إن التأجيل حدث لأن المؤتمر الوطني لم يقم بتشكيل مفوضية استفتاء أبيي.
الجزيرة نت