يتربع رمزي نصر (37 عاما) صاحب المواهب المتعددة منذ سنة على عرش كرسي الشعر في هولندا، وهو لقب يحدده قراء أكبر صحف هولندا “أن. آر. سي”، تزامنا مع مهرجان الشعر العالمي في روتردام.
ويعد رمزي نصر الأجنبي الوحيد الذي نجح في الجلوس على كرسي الشعراء في هولندا، كما نال هذا الشاعر الشاب مفاتيح الشعر لمدينة إنتفربن البلجيكية لمدة سنة من 2005 إلى 2006. علما بأنه من مواليد مدينة روتردام الهولندية لأب فلسطيني مهاجر وأم هولندية، ونقل عنه في إحدى مقابلاته الصحفية قوله “في عقلي أنا هولندي، وفي قلبي أنا فلسطيني”.
وإضافة إلى تربعه على كرسي الشعر، حاز نصر جوائز عدة في مجال المسرح، وكان قد تخرج من كلية المسرح سنة 1995 في مدينة إنتفيربن البلجيكية ومثّل أدوارا مسرحية عدة، كما أنه سينمائي مشهود له، وعرف من خلال فيلم “الرجل والكلب” وفيلم “ماريكان”، وقريبا سيبث مسلسل درامي في 12 حلقة يلعب دور البطولة فيه.
من مؤلفات الشاعر رمزي نصر (الجزيرة نت)
وصدر لنصر مجموعة شعرية أولى “27 قصيدة دون أغنية”، وفي عام 2004 فازت مجموعته الشعرية الثانية “الأزهار المرتبكة” بجائزة هيو سي بيرناث وقد ظهرت عدة طبعات لتلك المجموعة. وفي عام 2006 ظهرت المجموعة الثالثة “سيدتنا زيبلين”، وقد أعيد طبع تلك الأعمال الثلاثة عام 2009 في كتاب واحد يحمل اسم “السنوات الأولى”.
إضافة نوعية
ومع صدور هذه المجموعات، اعتبر نقاد هولنديون أشعار رمزي نصر إضافة نوعية في الشعر الصادر باللغة الهولندية خلال السنوات العشر الماضية، وطبعت هذه الأشعار، وأصبحت توزع على الطلاب والمهتمين، كما ترجم جزء منها إلى اللغة الإنجليزية.
ويرى الشاعر ذو الأصول المصرية عماد فواد -الذي يعيش في بلجيكا- أن عمل رمزي الشعري والأدبي إضافة جديدة في ثقافة البلاد، مؤكدا أن نصر تحدث في أغلب قصائده عن الحب، ولكن بشكل جديد لم تعهده اللغة الهولندية، وأوضح فؤاد -في مقال له عن رمزي- أنه لم يكن يتخيل أن يتوج هذا الشاعر ذو الأصول الفلسطينية كأهم شعراء اللغة الهولندية.
ويرفض نصر أن ينسب إلى الرومانسية التقليدية، ويقول “أكره أن أوصف بأني شاعر رومانسي. الشعر الذي أكتبه أبعد ما يكون عن كلمة الرومانسية”. ويتابع “شعري هو أنا، بكل تناقضاتي وتنوع شخصيتي”. وأكد الشاعر الشاب أن من يفهم شعره على أنه رومانسي يحتاج قطعا إلى إعادة قراءته مرات أخرى.
واعتبر نصر الشعر سمواً ورفعة، وليس من حق أحد أن يركّعه، ويقول “ينبغي أن يظل الشعر عاليا، ومن يريده، عليه أن يذهب هو بنفسه إليه”.
الشاعر رمزي نصر اعتبر السياسي اليميني فليدرز رمزا للفاشية وحذر من صعود اليمين (الفرنسية-أرشيف)
أرض آبائي
وكتب صاحب العرش الهولندي شعرا في الهجاء كما في قصيدته “أرض آبائي الجديدة” ووزنها على نمط النشيد الوطني الهولندي السابق المعروف بدعوته إلى تميز العنصر الهولندي.
وحذر نصر في قصيدته -التي تزامنت مع تولي الحكومة اليمينية الجديدة المدعومة من قبل اليميني المعادي للإسلام غيرت فيلدرز- من المزاج الراهن في الشارع الهولندي الذي ساهم الساسة في خلقه، والذي يجنح نحو الاحتفاظ بهولندا بيضاء من ناحية عرقية وثقافية. واتهم الشاعر الشاب فيلدرز بالفاشية.
ونال رمزي نصر في عام 2006 جائزة فخرية كصحفي يعمل من أجل السلام، وشهادة دكتوراه فخرية من جامعة إنتفربن على جهوده الأدبية الشعرية. وصدر له كتاب “العدو والموسيقي” وهو عبارة عن مجموعة مقالات في الفن السياسة والأسفار.
رواية ووثائقيات
وأصدر نصر في عام 2001 روايته الأولى “كابتن زايكسنور وثقافتان” حاول من خلالها أن يتحدث عن تعايش الثقافتين داخله. وأنتج من رحلة إلى تنزانيا كتابه “إنسان في سفاري”. كم أعد شريطه الوثائقي “المفاجأة: تنزانيا”.
وأنتجت رحلته إلى ميانمار كتابا بعنوان “في بطن بوذا الذهبي”، علاوة على برنامج تلفزيوني وثائقي بعنوان “المفاجأة: ميانمار”.
الجزيرة نت