افتتحت «القناة العاشرة» في التلفزيون الإسرائيلي قبل يومين نشرتها المسائية الرئيسية بنبأ إقلاع طائرة إسرائيلية تحمل 150 من اللاجئين السودانيين العائدين طوعا إلى بلادهم عن طريق دولة ثالثة. وبدا أن الخبر في أساسه يشكل بداية لتخلص إسرائيل من ظاهرة اللاجئين الأفارقة التي باتت تمثل مشكلة اجتماعية واقتصادية بعد تزايد أعدادهم. غير أنه سرعان ما تبين أن هذه ليست الطائرة الأولى، وأنها تحمل فقط لاجئين من جنوب السودان، وأن الأمر برمته تم بترتيب من جمعيات مسيحية تؤيد انفصال الجنوب عبر الاستفتاء المقرر بعد 25 يوما.
وقال وزير التعاون الاقليمي بحكومة الجنوب دينق ألور انه لا علم لديه بترحيل اسرائيل لـ 150 من ابناء الاقليم للجنوب، لكنه أكد لـ»الصحافة» ان هناك عددا كبيرا من الجنوبيين عاد من اسرائيل للجنوب خلال الفترة الماضية، عبر الأمم المتحدة.
واشار الى ان العائدين عادوا برغبتهم خاصة وان هناك صعوبات في تعليم ابنائهم بإسرائيل، كما ان السلام بالجنوب حفزهم على العودة.
وأشارت جهات إسرائيلية إلى أنه ما كان ينبغي البتة الكشف عن دور الجمعيات المسيحية في ترتيب هذه العملية ونيل موافقة مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة على عودة هؤلاء. وأشارت أوساط إسرائيلية إلى أن الجهة التي قامت بترتيب الرحلة هي «السفارة المسيحية في القدس».
واعتبرت أوساط رسمية إسرائيلية أن الضرر الحقيقي وقع ليس من نشر النبأ وإنما من قيام مسؤولين بتسريبه إلى وسائل الإعلام.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن عملية ترحيل اللاجئين السودانيين تمت بالتراضي، وأنه تم دفع مئات الدولارات إلى كل واحد منهم بقصد تدبر أمره عند عودته. وقالت أن الأمر تم بترتيب مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على أمل تقليص أعداد اللاجئين الأفارقة في إسرائيل.
وكشف النقاب أمس عن أن هذه لم تكن الرحلة الأولى، بل سبقتها ثلاث رحلات لترحيل اللاجئين تمت في الماضي. غير أن الفارق بين تلك المرات وهذه يكمن في أنه تم في الماضي إبعاد عشرات اللاجئين وإعادتهم إلى أثيوبيا ونيجيريا، ولكن على متن رحلات جوية اعتيادية في حين تم استئجار طائرة خاصة هذه المرة.
وشدد مفوض الأمم المتحدة للاجئين في إسرائيل ويليم تول على أن الخطوة الإسرائيلية السرية نالت موافقة المفوضية بعدما تأكدت من رغبة هؤلاء في العودة.
ووفق بعض التقديرات يبلغ عدد السودانيين الموجودين في إسرائيل حوالي 6000 شخص، معظمهم من إقليم دارفور والجنوب،في حين أؤكد وزير الداخلية السابق الزبير بشير طه أن 3 آلاف سوداني لجئوا إلى إسرائيل تسللا عبر الأراضي المصرية، موضحا أن 40% منهم لاجئون من جنوب البلاد، و35% من دارفور و25% من منطقة جبال النوبة.
الصحافة