كشف المؤتمر الوطني، عن عزمه منح الجنسية لأعضاء حزبه الجنوبيين حَال الانفصال، وقال: (هؤلاء الذين ظلوا مع المؤتمر الوطني ويقاتلون معه سيتمتّعون بشرف الجنسية السودانية لأنّهم ظلوا مؤمنين بقضية وحدة السودان والمصير الموحّد بين الشمال والجنوب، وإن الشمال سيكون كريمَاً جداً معهم). فيما انتقدت الحركة الشعبية الخطوة، وقالت إن السودان ليس ملكاً للوطني والحركة حتى يمنح الوطني من يمنح ويمنع من يمنع، ووصفت حديثه عن الجنسية بالخطير.
وقال د. مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم في برنامج «مؤتمر إذاعي» أمس، إن مفوضية الاستفتاء وقعت في خطأ فادح، خاصةً في تعيين موظفي التسجيل بالولايات الشمالية، وأضَافَ أنّ أغلبهم كانوا ضباط استخبارات بالحركة الشعبية، وأعضاءً فيها، وكشف عن رَفع قائمة بأسماء هؤلاء الضباط برتبهم في الاستخبارات لمفوضية الاستفتاء، وأشار إلى أن ترحيل حكومة الجنوب للمواطنين الجنوبيين من الشمال يضمر سوء نية، وكشف مندور عن منح الجنسية لأعضاء حزبه الجنوبيين حَال الانفصال، بيد أنه قال: الجنوبيون في الشمال سيتمتّعون بحقوقهم ليس كمواطنين، وزاد: للدولة الحق في منح شرف الجنسية لمن تريد، وأضاف أن قضية الجنسية لابد أن يكون فيها وضوح للجنوبيين في الشمال، وأكد أن المواطن الجنوبي إذا علم بفقده الجنسية حال التصويت للانفصال سيضع ورقته في صندوق الوحدة، وأشار إلى أن أعضاء حزبه الجنوبيين أمام تحدٍ حقيقي ينبغي العلم به. وعاب مندور على الحركة الشعبية عدم نشاطها لدعم التسجيل في الشمال، واتهمها بالسعي لإضعاف العملية لكونها تعتقد أنهم وبحكم معايشتهم للشماليين سيُصوِّتون لصالح الوحدة. ووصف مندور، التسجيل في الشمال والجنوب بالضعيف، وقال إن التسجيل في الشمال بنسبة (40%)، وأضاف أن الجنوب مازالت نتائجه غير معلومة للظروف الموضوعية الخاصة بصعوبة جمع المعلومات، وأبْدى تخوفه من أن يكون التسجيل مستمراً إلى الآن، وأوضح أن حزبه كان يتوقع تسجيل (180) ألفاً بولاية الخرطوم، وتابع: حسب إحصائيات سجل فى الولاية حوالي (38.400) بنسبة تتجاوز (30%)، وأشار مندور إلى إشكالات حقيقية تَنحصر في مُضايقة أعضاء الوطني في الجنوب وممارسة الإرهاب والتخويف عليهم. وفي سؤال حول طلب المفوضية للشريكين بتأجيل الاستفتاء لتجويد العملية بصورة أكبر، قال مندور إن أي عوامل لتوفير استفتاء شفاف يعترف به العالم ينبغي أن توفر.
من ناحيته انتقد د. لوكا بيونق رئيس مجلس الوزراء، القيادي بالحركة الشعبية، حديث الوطني بمنح الجنسية لأعضائه حال الانفصال، وقال إن السودان ليس مِلْكَاً للوطني والحركة حتى يمنح الوطني الجنسية من يمنح ويمنع من يمنع، وقال: هناك جنوبيون في الشيوعي وغيره من الأحزاب الشمالية، ووصف حَديث الوطني عن الجنسية بالخطير، واتهم الوطني بغش المواطنين الجنوبيين في الشمال بأنّ التسجيل للترحيل لإقليم الجنوب وليس لممارسة حق التسجيل للاستفتاء، وقال إنّ الوطني يسعى لرفع تكلفة الانفصال، والعمل لانفصال جاذب.
وأكد د. لوكا أن منع المواطنين في الشمال من التسجيل ليس من مَصلحة الحركة، وأرجع عدم تسجيل جنوبيي الشمال بنسبة كبيرة إلى التصريحات السالبة من أعضاء المؤتمر الوطني، خاصةً فيما يتعلّق بقضية المواطنة والجنسية، وقال إنّ هنالك مُمارسات وتهديدات أمنية لموظفي التسجيل في الشمال، وأضاف: الوطني هدّد المواطنين وليس الحركة، ونَفَى أن تكون الحركة اعتقلت أعضاء الوطني. وحول طلب المفوضية للشريكين بتأجيل الإستفتاء، شَدّد د. لوكا على ضرورة دعم الشريكين للمفوضية مادياً وسياسياً، وَوَصَفَ يوم التاسع من يناير المقبل بأنه يوم أسَاسي لشعب الجنوب، وأضاف: يوم التاسع من يناير ليس مقدساً، ولكنه إلتزام أخلاقي وسياسي ومُهم لشعب الجنوب.
الراي العام