* ليتخيل كل منا أنه قام بواجبه كاملا تجاه المجتمع، لم يضن عليه بشيء، وعندما شاخ أو أقعده المرض انفض الجميع من حوله وتركوه بلا سند او عون… ماذا يكون احساسه ومشاعره ونظرته لهذا المجتمع القاسي الذي لا يرحم ولا يعرف الرحمة؟!
* يؤسفني والله أن أصف مجتمعنا المتسامح الكريم بهاتين الصفتين القاسيتين ولكنها الحقيقة، فالكثيرون الذين يفنون أنفسهم من أجلنا يخرجون من الحياة بنفس كسيرة فهل نقبل هذا على أنفسنا؟ وهل نضمن ألا يصيبنا ما أصابهم؟! .. كيف إذن نطمع في رضاء الله وعفوه؟ ، بل ونتمنى ان نكون من أهل الجنة؟! واهم من يظن أن صلاته وصيامه وزكاته ستضمن له مكانا في الجنة، فالجنة لا يدخلها إلا من يشمله الله برحمته، وكيف يشملنا الله برحمته ونحن نشيح بوجهنا عن من يحتاج الى مساعدتنا ونتصف بالجحود والنكران تجاه من أحسن إلينا؟ ألم نسمع إن لم نكن نعرف أن الدين المعاملة؟!
* وللأسف فإن من يجد منا هذه المعاملة القاسية هو مربٍّ فاضل عفيف النفس راسخ الوجدان عاشق لحياة التصوف زاهد في الدنيا، قضى أكثر من أربعين عاما يتجول في انحاء السودان المختلفة يقدم لنا العلم والمعرفة والاستنارة بكل ما يملك من قوة وحماس وعزيمة ، ثم ينتهي به الحال الى ركن قصي مقعدا لا يجد من يرأف بحاله دعك من أن يسدد له ديونه الباهظة علينا، بعد أن أهلكه مرض السكري وقطعه إربا، فهل يصح دينا واخلاقا وقانونا وانسانية أن نتركه هكذا يعاني الامرين من أجل لقمة عيش جاف وظل يؤويه وقدمين صناعيتين يتوكأ عليهما وكرسي متحرك يعطيه الأمل في العودة الى دنيا الناس الذين قدم لهم الكثير ولكنهم قابلوا جميله بالنكران ؟!
* هل بلغت بنا القسوة كل هذا المبلغ لدرجة أن نتجاهل مثل هذا الانسان المربي الفاضل وهو في أمس الحاجة إلينا، كيف يكون إذن تعاملنا مع الآخرين ؟!
* لا حكومة ولا زملاء ولا أصدقاء ولا معارف فعلوا له شيئا إلا زوجة فاضلة زاهدة في الدنيا ظلت تحترق لتخفيف آلامه وأحزانه وهي تخفي دموعها وتبكي في صمت حتى لا تزيد جراحه وآلامه وأحزانه !!
* أكتب إليكم عن هذا الانسان وهو لم يطلب مني شيئا، ولكنني سمعت قصته من صديق يحاول أن يستحثنا بها على العودة الى ما عرفنا به من الخصال الكريمة والفوز برضاء الله ورحمته فهل نستجيب للنداء ؟! .. من يجد في نفسه الرغبة لتخفيف معاناة وآلام وأحزان مربٍّ كريم عفيف النفس ويسدد له بعض الدين؟ أرجو ان يتصل على هاتفي 0122391072 وله أجزل الشكر وأفضل الأجر والثواب من الكريم الرحيم.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
7يناير 2010