جاء موعد التسجيل للاستفتاء وجاء موعد المفاصلة الحقيقية من أجل الوطن وواجبات المواطنة، لا من أجل حزب أو حركة، شعبية كانت أم إسلامية، فأين اختفى المواطنون الجنوبيون بالشمال؟ لماذا بدأ التسجيل هزيلاً؟ وغريبا في الخرطوم بل وفي جميع ولايات الشمال من البحر الأحمر وكسلا ونهر النيل وإلى النيل الأزرق؟ بينما تدافع الآلاف في صفوف طويلة لتسجيل اسمائهم في جوبا وملكال وواو؟
والي الخرطوم قال أن هناك جهات تحاول عرقلة عملية تسجيل الجنوبيين في الخرطوم. إذن ما هي هذه الجهات؟ ولماذا هذا الاستخدام الخجول للعبارات في ايام لا تحتمل الدبلوماسية والحياء والأدب الزائد..!
لماذا لا تقولون إنها الحركة الشعبية؟ وبعض موظفي مفوضية الاستفتاء الذين يعرقلون اجراءات التسجيل في بيروقراطية مريبة رغم محدودية العدد الذي جاء للتسجيل! والفريق أول سلفاكير قال قبل ايام إن معلوماته تؤكد أن المؤتمر الوطني سجل اسماء ملايين الجنوبيين قبل بداية عملية التسجيل..!
من اين استقى الرئيس سلفا معلوماته الخطيرة؟ فقد بلغ عدد المسجلين في أحد المراكز بولاية الخرطوم في اليوم الأول 4 اشخاص فقط!!
الآن.. إما أن يخرج جميع الجنوبيين في الشمال واحداً تلو الآخر لتسجيل أنفسهم لخوض معركة بقاء الوطن واحدا موحداً أو استمرار مقاطعة الكثيرين منهم للتسجيل ائتماراً بأمر الحركة الشعبية أو خوفا من تهديداتها السرية عبر كوادرها المنتشرة في الشمال.. وفي الحالة الثانية فإنه لا يستحق المواطنة في الشمال كل عميل للحركة الشعبية ، خائن أو جبان..!
إما أن يخرجو جميعا للتسجيل أو يذهبوا اليوم قبل الغد إلى الجنوب ما داموا أوفياء إلى هذا الحد مطيعين للحركة الشعبية الانفصالية، فماذا يكسب الشمال من بقاء الطابور الخامس..؟!
الهندي عزالدين
رئيس تحرير صحيفة الأهرام اليوم