قبل عيد الأضحى المبارك بأيام يبدأ أبناء الجاليات العربية في العاصمة الماليزية كوالالمبور تبادل رسائل قصيرة تذكر بوقت صلاة العيد والمسجد المتفق على صلاة الجالية الواحدة فيه, ومكان التجمع لحفل العيد وذبح الأضاحي.
تبدو الفعاليات طقوسا مجمعا عليها لدى معظم الجاليات العربية، سواء من بلاد الشام واليمن والعراق والخليج العربي، أو من المغرب ومصر والسودان والصومال.
وتعتبر الجاليات التجمع في أيام العيد فرصة لتبديد بعض من مرارة الغربة ولإضفاء مزيد من الفرح والألفة والتعارف بين الأفراد والعائلات, خصوصا مع كثرة الانشغال في أيام السنة الأخرى, كما يقول المحاضر بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية العالمية محمد بالغيث.
”
تعمد العائلات العربية إلى وسائل عديدة لإدخال البهجة خاصة على الأطفال, كتنظيم الرحلات وزيارة الأماكن السياحية والتسوق وتزيين البيوت وإعداد الحلويات
”
سد النقص
أما أحمد حواتمة من الأردن فيرى أن أنشطة العيد تأتي لتعويض بعض ما تفتقده الجاليات من أجواء العيد في الدول العربية.
ويلفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن النظرة إلى العيد تختلف بين الماليزيين والعرب, فلا يعطيه الماليزيون أهمية كعيد الفطر، ويعتبرونه عيدا للحجاج فقط, تقتصر عطلته على يوم واحد في أغلب الأحيان، وهو ما يحد من نشاط العائلات العربية.
وتعمد العائلات العربية إلى وسائل عديدة لإدخال البهجة خاصة على الأطفال, كتنظيم الرحلات وزيارة الأماكن السياحية والتسوق وتزيين البيوت وإعداد الحلويات.
الأضاحي
ويفضل أفراد الجالية الواحدة الاجتماع على موعد ومكان واحد لذبح الأضاحي لتوزع كميات من لحومها على تجمعات الطلبة والعائلات الأقل دخلا, كما يستثمر بعضها في تحضير وليمة كبيرة لتجمع الجالية.
وعن تأخر العيد بيوم في ماليزيا مقارنة بالدول العربية، يقول بالغيث إنه لا شك أن ذلك ترك بعض الأثر في نفوس الجاليات العربية، لكن تفهم طبيعة مسلمي ماليزيا ومعرفة أنهم يعتمدون على الفلك في حساب العيديْن جعل الأمر عاديا، واحتفل الجميع بيوم العيد مع أهل البلد.
واختلفت آراء عدد من الطلبة العرب استطلعت الجزيرة نت آراءهم حول العلاقات بين العرب والماليزيين، خصوصا فيما يتعلق بهذه المناسبات, حيث رأى فريق أن الأمر مقتصر على أداء الشعائر الدينية والعلاقات المحدودة جدا في العمل والدراسة, لكن آخرين يقولون إنها تتجاوز ذلك إلى الزيارات وتبادل التهاني والهدايا.
الجزيرة نت