”زهايمر” بضاعة أتلفها الهوي … عفواً السيناريو..

يمكنك أن تبني بيتاً رائعاً، خاصة إذا أعتنيت بتفاصيله، لونه … ديكوراته…. حديقته… أثاثه، ولكن اذا أهملت أساسه فقد ذهب كل مجهودك سدى، لأنه سيسقط فوق رأسك، هذا ما فعله صناع زهايمر بفيلمهم المطروح في دور العرض خلال موسم عيد الأضحى، حين اعتمدوا على سيناريو ضعيف وساذج مهلهل اضاع مجهود فريق العمل بالكامل خاصة عندما سانده إنتاج فقير.عادل إمام يعود للتمثيل بعد غياب طويل – الغياب المعنوي – و يؤدي أحد أكثر أدواره إنسانية خلال النصف الأول من الفيلم إلى أن يضطره السيناريو الضعيف إلى التراجع والإختفاء، فتحي عبدالوهاب بتفاصيله الخاصة بعيداً عن السيناريو والإخراج يؤدي دوراً معقولاً رغم البناء السطحي للشخصية في السيناريو على شاكلة كل شخصيات الفيلم، أحمد رزق أيضاً يؤدي دوراً سطحياً يناسب إمكانياته التمثيلية، ويختمه بمشهد كوميدي تم إقتباسه من فيلم ابن حميدو حين يضرب زوجته بالـ “القلم” لتسمع كلامه، رانيا يوسف تفننت في عرض ما تملك حتى أبهرت الجمهور فأعطت عمقاً لشخصيتها لا يحتمله جمهور المراهقين، ونيللي كريم حضرت وكأنها غابت من خلال سيناريو عمد مع سبق الإصرار والترصد على محو أي عمث لتلك الشخصيات فمرت أمام المشاهد كأنه لم يرها ولم يبق منها إلا بعض تفاصيل رانيا يوسف التي صنعها الخالق عز وجل.عمرو عرفة أجاد أيضا في ضبط الإيقاع لسيناريو غير موجود، كما أوصلت لقطاته وخاصة المشاهد التي تم إلتقاطها من منظور عين الطائر الكثير من التفاصيل التي غابت عن السيناريو، كما ظهر حرصه على جماليات الصورة من خلال الكثير من التفاصيل في فيلا محمود شعيب (عادل امام) رغم فقر الإنتاج الشديد.ليتبقى لنا نادر صلاح الدين بجريمته السينمائية حين نسج قصة إنسانية للغاية عن أبناء يوهمون والدهم أنه مرسض بالزهايمر ليكسبوا ضده قضية حجر، مستعينينن بفريق كامل .. طبيب وممرضة وخادمه الأمين وخادمة وجنايني بل وصديق عمره الذي شاركهم، رغبة منهم في تسديد قرض بنكي، ورد فعل الأب حين يكتشف هذا بالصدفة البحتة، دون أن يكلف خاطره ويضع لنا مشهد في الفيلم يسمح بتخيل العلاقة التي تجعل هذا الأب يترك أبنائه يدخلون السجن دون أن يساعدهم، ويجعل هذا الخادم يخون سيده الذي قضى العمر في خدمته، ويجعل هؤلاء الأبناء بكل هذا الجحود.بل وحتى المشهد الوحيد في الفيلم الذي بدأ ليكون “ماستر سين” السينما في 2010 بين عادل إمام وصديقه سعيد صالح في أحد المصحات تم إختزاله وبتره بطريقة تعاقب عليها مباحث الفن – إن وجدت يوما- وكأن نادر صلاح الدين في تعمده العجيب إلى تسطيح الشخصيات والأحداث كان حائراً ما بين صنع فيلم كوميدي يليق بزعيم الكوميديا أو فيلم إنساني يناقش قضية ما.وكذلك من أهم نقاط ضعف الفيلم الإنتاج الفقير جدا الذي حرصت منتجته إسعاد يونس على الظهور من خلال أحداث الفيلم كضيفة شرف، لتدور 80% من أحداث الفيلم بين جدران فيلا محود شعيب (عادل إمام) ويدور 10% بين جدران أخرى ليشعر المشاهد الذي لم يضحك وكاد أن يتأثر بأنه يشاهد أحد مسلسلات الثمانينيات.فيلم زهايمر يستحق 5 من 10 فقط لأداء عادل إمام، ويستحق الرثاء لسيناريو نادر صلاح الدين وكل من وافقوا عليه.ملحوظات غير منطقية غير مسموح بقراءتها إلا لمن شاهد الفيلم- علاقة موظف البنك المسؤول عن القرض بسامح ( فتحي عبدالوهاب) قوية لدرجة أنهم يلعبان الجولف سوياً، ورغم هذا لم يبلغه أن أباه سدد القرض.- تسامح محمود شعيب (عادل إمام) مع كل العاملين في القصر بعد إكتشافه الحقيقة كان مبرراً عدا تسامحه مع خادم عمره الذي خانه دون مبرر واضح، وكذلك منحه الكثير من المال لممرضته الوهمية.- إشارة فتحي عبدالوهاب والمحامي (لطفي لبيب) إلى ضرورة حضور الاب محمود شعيب لجلسة المحكمة بعد اسبوع، وحضوره إياها بعد إختفائه لمدة اسبوعين، كما ذكرت أحداث الفيلم.- طلب الاب محمود شعيب تربية الحفيدة لأن أبنائه عاجزون عن تربيتها، رغم أنه هو نفسه الذي عجز عن تربية أبنائه.- البودرة والدقيق والزوجة الوهمية وقلم أحمد رزق الشبيه بقلم عبدالفتاح القصري أحداث تم استهلاكها في السينما إلى درجة الملل، والكثير من الأحداث الغير منطقية و ….. إلخ إلخ إلخ.

مصراوي

Exit mobile version