كعادتها كل يوم تستقبل دار المايقوما للاطفال بالخرطوم فاقدي الرعاية الأبوية طفلين جديدين يتم استقبالهما عن طريق أقسام الشرطة المختلفة من جميع الولايات عبر خطاب وأرنيك «8» الجنائي، و«تبيان» طفلة حديثة الولادة تم إيداعها في الدار كسابقاتها وعلى خلاف من يأتون بالدار عبر أمهاتهم فهي محظوظة لأن يد الرحمة إمتدت لها عبر والدها وتمت حمايتها من كلاب ضالة لم تستطع أن تنهش لحمها البض كما لم يستطع النمل أن يتزاحم ويمزق جسدها في هدوء الليل وسكونه. وحسب رواية من بالدار فإن والدتها لا يتجاوز عمرها العشرين عاماً أراد والدها خطبتها فرفضت أسرتها لم تستطع أن تقاوم نزوة الشيطان وحدث ما لا يتوقعه الجميع، إنتظرها الى حين الوضوع وفي المستشفى تركت طفلة حملتها في إحشائها جنيناً حتى أصبح ينبض بالحركة أمام عينيها وصارت بشراً سوياً وتناست عقاب الآخرة عكس والدها الذي شعر بتأنيب الضمير تعامل بعقله فحمل رضيعته للدار ونال عقابه في الدنيا المائة جلدة.
وحسب (الاستاذة مني عبد الله الفكي) مسؤولة الوحدة الفنية للرعاية الأسرية البديلة للأطفال فاقدي الرعاية في ولاية الخرطوم يتم التخلي عن ما يزيد من «900» طفل سنوياً وذلك لأسباب اجتماعية أهمها الخوف من العار حيث تظل قضية الوصمة الاجتماعية للحمل والولادة خارج إطار الزواج والعار الذي تجلبه للأسر من أسباب التخلي عن الاطفال، ويطال هذا العار أفراد الأسرة ايضاً الأمر الذي يجعل الرغبة في التخلص من الطفل قوية ويمكن ان يقوم بها أي فرد من الأسرة. وترى من أصعب القرارات على النفس البشرية أن يتخذ المرء قراراً بالتخلي أو التخلص عن طفله، وتقول من منظور ديني الزنا موجود منذ أن خلق الله الارض والجميع يعرف قصة المرأة الزانية التي جاءت الى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقالت له طهرني يا رسول الله، فقال لها: أذهبي واحضري بعد أن تضعي حملك. فجاءت به.. فقال لها أرضعيه وبعد ذلك نالت عقابها.. «عليه فإن الاسلام لم يمنع تربية هؤلاء الاطفال الذين لا ذنب لهم وجمع فيهم معنى اليتم والمسكنة، يتيم بفقد أبويه، ومسكين فقد سكن التراب أو الأزقة أو القاذورات، وأسير قد شد المجتمع وثاقه وكبل حياته باغلال معنوية قاسية، وهو أكثر يتما من العادي لانه ليس له أقارب وهو أحق بالرعاية والعطف.
الراي العام