نَفى د. إبراهيم غندور أمين التنظيم السياسي بالمؤتمر الوطني ما تردد عن تأثر الاقتصاد بانفصال الجنوب، أو أن السودان سيعود لزمن التقشف الاقتصادي و(الكسرة) حَال وقوع الانفصال، وأكد غندور لـموقع «إسلام أون لاين» أمس، أن هناك عوائد أخرى من تصدير نفط الجنوب عبر الشمال، وزاد: إن تطوير الزراعة والتعدين لن يقل عائدها كثيراً عن نصيب الحكومة من بترول الجنوب لو انقطع عنها بفعل الانفصال، وألمح غندور إلى أن لهجة الحركة الشعبية بَدأت تتقبل فكرة تأجيل الاستفتاء في حَال لم تكفِ الفترة المقبلة لترتيبات وتجهيزات الاستفتاء ومنها حل مشاكل ترسيم الحدود وأبيي، وبيّن أنهم لم يعودوا يركزون على القول إن التاسع من يناير (يوم مقدس) للاستفتاء، مشيراً الى أن التركيز يجب أن يكون على قيام الاستفتاء، ونوّه الى أن مؤتمر الحوار «الجنوبي – الجنوبي» الأخير في جوبا، طالب بعدم التركيز على ان يوم (9) يناير يوم مقدس وإن تأجل لا يدخل الجميع في دوامة.
وقال غندور إن الحكومة الاتحادية تنال الآن «50%» من بترول الجنوب الذي يمثل «70%» من بتروله، وأوضح إذا حدث الانفصال سينقل بترول الجنوب عبر أنابيب الشمال ويصفى بمصافي الشمال وينقل عبر بورتسودان، وقال إن كل هذه العمليات لها عائد مادي لن يقل كثيراً عن نصيب الحكومة الذي كان يعود عليها من بترول الجنوب، وأشار الى أنه سيتم توفير الكثير مما كان يتم صرفه على الجنوب ووصفه بغير القليل، بالإضافة على الصرف في مؤسسات نشأت للفترة الانتقالية، وقال إنها مبالغ كان يتم دفعها كثمن للوحدة وسيتم توفيرها، وأضاف: لا نعتقد أن الاقتصاد سيصل لمرحلة متدنية، واعترف غندور بأنه (ستكون هناك فجوة)، ولكنه وصفها بالمحدودة، وأكّد أنّ الترتيبات جارية لتعويضها منذ وقت طويل «لأننا كنا نتحسب لخياري الوحدة والانفصال» وجزء من هذه الترتيبات الاهتمام بقطاعي التعدين والزراعة.
وقال غندور إن السودان سينتج هذا العام 2010م ما لم ينتجه في تاريخه من قبل في الذرة والحبوب الزيتية، وأضاف: كل هذا يمكن تصديره بعائد مادي كبير، وبالتالي لن يعود السودان لزمن التقشف أو ما كان يُطلق عليه (الكسرة) برغم أنّ الأخيرة غالية الثمن الآن وتصنع من دقيق القمح بعكس خبز الذرة الأرخص في السودان، وأشار غندور إلى ثلاثة سيناريوهات متوقعة تنتظر السودان قبيل الاستفتاء، الأول والأرجح هو حدوث الانفصال بلا مشاكل، لرغبة المؤتمر الوطني والتزامه بموعده، وأضاف: أما السيناريو الثاني فهو انفصال مع لا سلم أو اشتباكات محدودة، (وهذا سيناريو لا نحبذه، ولكنه ليس بأيدينا، بل بيد الحركة الشعبية)، ولذلك نحتاج لكثير من العقل لتحقيق الأمن المستتب بالجنوب. وتابع: أما السيناريو الثالث فهو استمرار الوحدة، وألمح إلى أن فرص هذا السيناريو ضعيفة بالنظر للتأكيدات العديدة من قادة الحركة الشعبية وآخرهم الفريق سلفا كير ميارديت رئيس الحركة خلال زيارته لأمريكا صراحةً على الانفصال، واضاف أن المؤتمر الوطني ظل واثقاً أن سلفا كير رئيس حكومة الجنوب رجل وحدوي، وأن الحركة ستلتزم ببنود اتفاق السلام.
ووصف د. غندور قضية أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب بأنها شائكة جداً، وستظل معضلة، وقال: إذا ذهبت للشمال ستظل مشكلة وإذا ذهبت للجنوب ستظل معضلة وبالتالي يجب أن تكون لها حلول غير تقليدية كمنطقة تكامل مثلاً بين الشمال والجنوب، لأنها قضية «مكونات مجتمع»، أي قبائل تعايشت في المنطقة وكل منها لا يستطيع أن يضحي بمصلحته وبالتالي لابد من اتفاق الطرفين (قبائل الدينكا والمسيرية) هناك لحل المشكلة ودياً.
الراي العام