* إذا كانت الاجابة هى الأولى ، فماذا فعلت الحكومة لتطوير قطاع انتاج الألبان وحل مشاكله؟!، للأسف لا شئ، بل مثلما تدهور كل شئ آخر، تدهور كذلك قطاع انتاج الالبان بشقيه التقليدي والحديث ولولا مجهودات بعض المستثمرين الوطنيين فى مجال صناعة الألبان لتوقفت هذه الصناعة ومنتجاتها تماما!!
* ولكي لا يتهمني أحد بإلقاء الكلام على عواهنه، اسمحوا لي أن أطرح بعض الأسئلة ثم أجيب عليها ..أين مصنع ألبان بطانة الذي كان جوهرة مصانع الألبان في منطقة شرق أفريقيا ووصلت انتاجيته من اللبن الحليب عالي الجودة قبل إستيلاء الانقاذ مباشرة على السلطة الى أكثر من (60) طنا من اللبن يوميا بينما بلغ انتاج الزبادي الى أكثر من (10) أطنان؟!
* أين معمل ألبان كوكو الذي كان ينتج أكثر من (25) طن لبن يوميا؟، وأين الجمعيات التعاونية لأصحاب مزارع الأبقار التي نشأت لتمويل المعمل باللبن؟، وأين الخدمات البيطرية التي كانت تقدمها الحكومة ممثلة في سلطات الثروة الحيوانية لأعضاء هذه الجمعيات ؟!
* أين معمل ألبان بركات الذي كان نموذجا لتطبيق الزراعة المختلطة بولاية الجزيرة وأحدث ثورة في إيرادات المزارعين منذ إنشاء مشروع الجزيرة؟!
* أين مصنع ألبان الشركة العربية للانتاج والتصنيع الزراعي التابعة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية؟، بل أين هذه الشركة الآن التي كانت (تهز وترز) قبل الانقاذ ، وكان لديها أربعة مشاريع ضخمة هي الدواجن والألبان (ديري لاند) والنشا والجلوكوز، والخضر والفاكهة ؟!
* وأجيب باختصار شديد … لقد انتهى كل شيء ولم يعد هنالك شيء .. فعندما جاءت (الثورة) التي أسمت نفسها (الإنقاذ الوطنى) وقالت إنها جاءت لإنقاذ الشعب ثم رفعت شعار (نأكل مما نزرع) إستولت على مصنع ألبان بطانة ضمن ما استولت عليه من ممتلكات الشعب السوداني، وأحالت للصالح العام أكفأ الكوادر في مجال انتاج وتصنيع الألبان وسلمته الى منظمة الشهيد فانهار انتاج الزبادي الى أقل من (طن ونصف) في اليوم وتوقف إنتاج اللبن تماما بينما ذهبت مزرعة الشركة مع الريح !!
* معمل ألبان كوكو كان مصيره البيع وانخفضت انتاجيته الى أقل من النصف بكثير وماتت الجمعيات التعاونية ، أما الخدمات البيطرية .. تعيشوا انتو !!
* مصنع بركات راح فى ستين داهية وضاع النموذج والحلم بتطبيق الزراعة المختلطة في السودان، أما الشركة العربية فلم يبق منها سوى مشروع الدواجن بانتاجية شبه منهارة !!
* كانت هذه هي حصيلة قطاع إنتاج الألبان الحديث في زمن (ثورة) الانقاذ، واللى يعيش ياما يشوف، وللحديث بقية بإذن الله، انتظروني !!
صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
31ديسمبر ،2009