اليوم نقترب من نهايات العام وأنت هناك بعيد.. تحول بيني وبينك المسافات ما بين الحضور والغياب.. وأتلال من القصص الكئيبة التي كنا أبطالها يوماً.. أتذكرك وأن تستجدي رحم الأيام أن تضع أمنياتك حقيقة في حضانة واقعك البائس الشقي.. لم يكن واقعي أفضل منه.. فقد كنا نسبح بمراكب لا أشرعة لها في عتي الأمواج وصخب الرياح.. لم تسلبك جلافة الحال تلك الابتسامة الحانية وطلاقة الوجه البشوش.. لم أظن يوماً أنني استطيع أن أعبُر جسور الحياة بلا رفقتك المأمونة ولا طلعتك البهية التي بها تزدان الوان الحاضر الجاف.. آه وقد مرّت تحت الجسر كثير من المياه العكرة المتسخة.. حاشا لله أن يكون مصدر اتساخها من قبلك أو من اتجاه أنت فيه.. أعلم أنك لا ترميني ولا تقذفني بحجارة تفكير الحب ولا لعنة أيامه المستعصية الإدراك.. ولأنني أراك مسلوب الفكر.. حائر الأمر.. تقف على الأسلاك الشائكة بلا حائل أو غطاء.. تتناوشك الأشواك طعناً وتجريحاً.. أبكيك بحرقة لا ترحم نيرانها دواخلي التي من بعدك أضحت خواء.. ماذا أرجو من هذا العام أو ذاك وأنا هنا وأنت هناك.. لا شيء يلوح في الأفق إلاَّ رحمة ربي التي تحيل كل عصي محتملاً ومقبولاً.. ويتبقى لي بسطة من أمل على ( لعل وعسى) من تعبير يلازمني كل حين.. مر العام مليئاً بالتداعيات، مزدحماً بأحداث لا تعني إلاَّ ما أصابني منها في مقتل. بقاؤك وذهابك.. لا شيء أحسه حزناً على أنه قد طوى أيامه ويزداد خوفي من غدٍ أنت فيه بذات الحال.. ماذا أفعل وقد حاصرتني الأيام ببؤسها وتعاستها وعدم تجاوبها الجلي فيما يليك ويليني.. احتاجك أكثر في العام المقبل لا.. لا بل في كل الأيام.. والأعوام مما مضى لن يزاحم بالعودة ولكن القادم يحتاج أن يزدان بوجودك الرائع.
آخر الكلام:
احتاجك أكثر مما مضى.. فهل لبيت الاحتياج ووافيت باللقاء.. وكل عام أنت أملي الذي أرجوه..
آخر لحظة الأربعاء 30/12/2009 العدد 1218
fadwamusa8@hotmail.com