نَفى سكوت غرايشون المبعوث الخاص للرئيس أوباما إلى السودان، أن تكون الولايات المتحدة تقدّمت بمقترحٍ لتأجيل الاستفتاء. وقال غرايشون الذي وصل الخرطوم أمس الأول خلال تَسليم مواد الاستفتاء القادمة من جنوب أفريقيا للمفوضية بالخرطوم أمس: ليس لدينا مقترح لتأجيل عملية الاستفتاء، وأضاف: نريد أن نرى الاستفتاء في موعده بصورة سليمة، وأن يمنح مواطنو الجنوب الفرصة للتعبير عن آرائهم وممارسة حقهم بحرية تامة، وتابع: ننظر للتاسع من يناير المقبل يوم يتجه فيه الناخب لملء أوراق التصويت. وأكد أن أمريكا تدفع في هذا الاتجاه وتدعمه، ولا حديث حول التأجيل، وزاد: الجدول الزمني للعملية ثابت.
إلى ذلك يبتدر غرايشون مباحثاته مع المسؤولين اليوم، حيث يلتقي د. إدريس عبد القادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية، والسفير الدرديري محمد أحمد مسؤول ملف أبيي.
وطبقاً لمعاوية عثمان الناطق الرسمي بوزارة الخارجية، فإنّ المباحثات ستركز بالأساس على القضايا العالقة بين الشريكين فيما يتعلق بملف أبيي وعقبات استفتاء جنوب السودان، وذلك في إطار التحركات التي تجريها الولايات المتحدة لقيام الاستفتاء وإزالة المعوقات بين الشريكين.
وعلمت «الرأي العام»، أنّ غرايشون سيلتقي غداً الإثنين علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، ود. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، مسؤول ملف دارفور، وعلي أحمد كرتي وزير الخارجية، قبل أن يغادر إلى مدينة جوبا بالثلاثاء للقاء المسؤولين في حكومة الجنوب.
وفي السياق شَدّد الرئيس الأمريكي باراك أباما، على إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب في الموعد المحدّد، ووعد بحشد جهود المجموعة الدولية لهذه الغاية.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض، إنّ أوباما بحث هاتفياً مع ثامبو إمبيكي الذي يرأس مجموعة عمل في الاتحاد الأفريقي الوضع في السودان، واتفقا على أهمية المضي قُدُماً لدعم المفاوضات والتصدي لأية محاولة لتأخير الاستفتاء، وأوضح البيت الأبيض أن أوباما وإمبيكي اتفقا على الاستمرار في تنسيق جهود الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة عن كثب حتى يجرى الاستفتاء في موعده المحدد.
من جهته قال بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس المفوضية القومية للاستفتاء، إن المواد التي تَسَلّمتها المفوضية لابد من ترحيلها إلى (3600) مركز تسجيل، وأوضح أنّ العملية صعبة ومُعقّدة، وشَدّد على ضرورة وصول الصناديق إلى المكان الخاص لها بصورة جيدة، وقال: بدون مراكز تسجيل لا يوجد استفتاء، الذي بدوره يقود للبرنامج الزمني، وأضاف: على الناس ألاّ تتفاءل لهذه الدرجة لأنّ الوقت ضيِّق، ونحن في سباق مع الزمن، وأضاف: ليس لدينا وقت كاف، لكننا مُصمِّمون على أداء مُهمتنا ونأمل أن تساعدنا الأطراف كافة على إجراء عملية الاستفتاء في الموعد، وأشار إلى أنّ البرنامج الزمني للعملية يخلو من وجود وقت احتياطي، وأنّ أيِّ تأخير في الجدول سيؤثر على الاستفتاء الذي وصفه بأنه عملية شفافة ومهمة وتمثل مرحلة خاصة من تاريخ السودان ويجب التريث فيها قبل توجيه الانتقادات.
وتشمل المواد التي تسلمتها المفوضية أمس، دفاتر وصناديق اقتراع وكتيبات لتسجيل الناخبين، يَضم كل كتيّب منها (200) استمارة تسجيل تمّت طباعتها في جنوب أفريقيا بخصائص تأمينية يصعب تزويرها.
الراي العام