* هنالك حديث عن ان مجلس التحرير الثوري للحركة لن ينعقد لأن نسبة الوحدويين اكبر من الإنفصاليين؟
– (عشان كدة.. أنا لا اخالفك. ورأيي أنه حتى لو انعقد والجنوبيين عقدوا العزم على الإنفصال حيشطبوا ديل ذاتهم ويرفدوهم من الحركة الشعبية).
* الأحزاب الجنوبية المعارضة والمؤتمر الوطني في الجنوب هل تستطيع ان تقوم بجهد ومسار حر من اجل الدعوة للوحدة؟
– نعم.. وهي مصرة على ذلك.. على الأقل المؤتمر الوطني، نحن مصرون جدا كمؤتمر وطني أن نتعامل مع أية قوة سياسية بما فيها الحركة الشعبية أن تفسح المجال، وسوف نعمل كل ما هو مطلوب ولن نستجدي فتح المجال فقط، سوف نقوم بعملنا بكل جرأة في الجنوب، ونأمل الا تواجهه أية عقبات، وندعو الأحزاب الجنوبية -ليست الوحدوية فحسب- والحقيقة أريد أن أقول إن المطالبة بأن يكون الإستفتاء حرا ونزيها ومعبرا عن إرادة الجنوبيين ليس هو بالضرورة مطلب الوحدويين فقط، حتى الذي يدعو للإنفصال ويؤمن به لا أظنه يرغب أن يكون الإنفصال بناء على رغبته هو وليس رغبة المواطن الجنوبي.
* من الملاحظ عدم وجود ناطق رسمي واحد باسم الدولة.. أو باسم الحزب.. الجميع يتحدثون في كل شئ، وفي كل وقت.. وأحيانا يحدث التناقض عندما يتحدث كبار القيادات.. لماذا تتركون الحبل على الغارب لكل من يتولى مسؤولية ما أن يتحدث في كل قضايا السودان؟
– الدولة عندها ناطق رسمي واحد، والحزب معلوم أن الناطق الرسمي له واحد، لكن طبعا السياسة صعبة ومسألة تقديرية، وانا إذا تكلمت في كل المواضيع اول ما أقوله إن هذا الموضوع أعلم به مني فلان، و(طبعا انتو فاكين فينا الصحافيين ديل ما بفكوك لو ما شالوا منك حاجة والزول البقدر يقاومهم زول ما ساهل.. انتو من جهة عايزين تلقطوا ومن جهة عايزين تسكتوا)؟
* من الصعب الوصول إليك في كل القضايا؟
– أحد الأسباب أنني لا أحب أن اتحدث كثيرا في كل القضايا، وكل قضية فيها شخص يعلم بها ويتابعها أفضل مني.
* كيف تنظرون للإجتماع المزمع بين د. حسن الترابي ود. علي الحاج، خصوصا وأن هناك احاديث كثيرة جدا عن أن أسفار الترابي دائما ما تجعل المؤتمر الوطني يضع يده على قلبه بعد أي سفر للترابي؟
– والله – نحمد الله- نضع يدنا على قلبنا في اليوم خمس مرات على الأقل في الصلوات الراتبة، وغيرها مما يتيح الله تعالى من التضرع، لكن غير ذلك -إن شاء الله- لا نضع يدنا على قلبنا من أية حركة. (خليك من حزب المؤتمر الشعبي) بعض الناس يمنون -بعض الذين يحلمون ويأملون أن يغمضموا أعينهم ويجدوا المؤتمر الوطني قد ذهب (يجعلون من كل حبة أكثر من قبة).. ماذا عسى أن ينتج عن لقاء د. الترابي بعلي الحاج؟ إذا سألت هذا السؤال؟ نفرض أنهم التقوا في السودان أو في الخارج.. ماذا عسى أن يكون أو يقدروا؟ هل ينضمون للمعارضة وعلي محمود حسنين، ماذا يضيرنا ذلك؟ يودون أن يعدوا لانقلاب في السودان؟ نحن لسنا مغمضي العينين (ومفتحنها ليلاً ونهاراً).. يقولون إنهم يودون دعم حركة خليل؟ ماذا يعني؟ ليس هذا هو السؤال..السؤال هو أنهم إذا التقوا أو لم يلتقوا.. ما هو ما يمكن أن يصلوا إليه وما هي جدواه؟ نحن نعرف ماذا يريدون إذا كانوا يستطيعون عمله.. والعبرة ليست في ماذا يريدون ان يفعلوا وإنما ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ ينضمون إلى المعارضة؟ لا يزيدونها ولا تزيدهم إلا خبالا.. و(شخصيا أرى إنهم لو دايرين يخسروا نفسهم زيادة ينضموا عليها.. دايرين يدعموا خليل أصلهم داعمنوا.. دايرين يسووا شنو يعني.. انقلاب في الخرطوم؟ اصلو كان دي طريقة داير ليهو لقاء هناك؟)..
* هناك تصريحات قبل يومين عن اتصالات بين المؤتمر الوطني والشعبي لم تنقطع.. هل حقيقة هناك اتصالات؟
– أصلا اتصالات بين المؤتمر الوطني كحزب والمؤتمر الشعبي غير موجودة (خالص)، لكن هنالك بعض الإتصالات بين الأفراد، وطبعا هذه لن تقف، وأغلبها شخصي وأغلبها لمصلحة استرجاع منسوبي الشعبي للمؤتمر الوطني.
* هل يعاني الوطني من ازدواج في الولاء، وهل هناك أشخاص يقفون مع الوطني ولكنهم مع الشعبي كما صرح د. الترابي؟
– والله هذه أمانيه.. وما جدوى ذلك…
* وماذا يقصد بذلك؟
– بالعكس.. (البلبلة انو نحن كل يوم بنجيب بندخلهم معانا علنا، وندخلهم معانا في اجهزتنا، وكثير جدا من الشباب الذين يعملون الآن ومن غيرهم لدينا امناء أمانات كانوا في الشعبي ونحن نثق فيهم جدا).
* حدثنا عن علاقات الوطني ببعض احزاب الساحة السياسية السودانية والاحزاب الكبيرة.. الاتحادي الديمقراطي وحزب الامة؟
– لدينا علاقات متصلة مع الحزب الاتحادي الديمقراطي، وواحدة من الأسباب الرئيسية والقوية أن الحزب الإتحادي -وهذه حقيقة- ظل ثابتا في موقفه من القضايا الوطنية وقضايا التدخل الخارجي ووحدة السودان، ورفض التآمر على الدولة، ولذلك نحمد له ذلك ونتعامل معه.. وإذا كان هنالك تباينا بيننا وبينه في بعض القضايا فهذا لا يضير، ونسعى لمزيد من تطوير علاقتنا معه، والتوجه العام أننا لا نحكم على الإتحادي الديمقراطي بعلي محمود حسنين ونعرف أثره وقيمته في الحزب.. أما حزب الأمة فنعتقد انه حزب قاعدته الأساسية قريبة جدا منا، قاعدة الأنصار – إذا بقي فيها باق- ولدينا معه عمل سياسي وتاريخ مشترك، ولذلك نرى أننا الأقرب إليه وهو الأقرب إلينا، ولكن تبقى بعض التيارات الجديدة فيه والمؤثرة على قيادته ربما تكون لديها مواقف فكرية -لا ادري- او احقاد منذ فترة المعارضة هي التي تجعلها دائما تحول دون الاتفاق بيننا وبين حزب الامة في انشاء برنامج عمل ملموس، لكن يظل – نحن نعتقد- انه حزب بيننا وبينه كثير من القواسم،وتبقى كثير من العلائق، ومستعدون للتعامل معه لن نقيمه بأنه حزب عدو.
* من سيحكم السودان في حالة انفصال الجنوب.. المؤتمر الوطني مع من.. خاصة وان بعض الاصوات تنادي بحكومة قومية؟
– الحكومة الآن قومية وسوف تظل قومية، والقومية هي التوجه وهي المواقف وهي احترام السودان وعزة السودان، وليست عددا من الشخصيات تكون في الحكم، الحكومة الآن قومية مائة بالمائة، حتى بالمعنى من معاني القومية بانه فيها اكثر من لون سياسي، ولذلك حكومة قومية بعد الانفصال، او بعد الوحدة او قبل الانتخابات غير واردة اصلا.. من الذي يحكم السودان؟ اهل السودان من خلال من يختارونهم في الدورات الانتخابية المتعاقبة. وسوف نسعى لان نكون نحن محل ثقة إهل السودان دائما -ان شاء الله-.
* بعد هذه التجربة الطويلة ماذا اضافت لكم احزاب حكومة الوحدة الوطنية؟
-بامانة- انا سعيد بالعلاقة معهم…
* لكن هي احزاب بلا جماهير.. …؟
– الانتخابات اثبتت ان كثيرين بلا جماهير وليست احزاب جماهير.. وحتى احزاب كبيرة قالت ان لديها، وجربت الانتخابات، لم تنسحب من البداية، وعملت اجراءاتها، فإذا حدثك متحدث عن أن بعض الاحزاب الكبيرة انسحبت من الإنتخابات لأي دعاوى فلا تصدقه -وانت تعلم ذلك- ذهبوا إلى النيل الأبيض وإلى أم رمتة وإلى تندلتي، وذهبوا إلى جيوب أحزابهم في أقصى الشمالية، وذهبوا إلى شمال كردفان، والآخرون ترشحوا في شندي وفي غيرها وهكذا.. كل هذه الأحزاب لم تواصل مشوار الإنتخابات لأنها شعرت بأنها لن تفوز، ولذلك نقول إنها قد تكون – وقد يكون هذا مقبولاً- أنها تحتاج لترتيب نفسها وإلى غيره.. ولعلها تفعل ذلك، فالأحزاب الأخرى التي انشقت من هذه الأحزاب ليست لها شعبية، فانا أقول أيضا أنه قد ينطبق عليها هذا، لكن أنا عندي العبرة بأنه على الرغم من عدم الشعبية الكبيرة، لكن التوجه وطني، وأنا سعيد جداً بأننا تعاملنا معهم في مجلس الوزراء وما كنا نعرف من هو ممثل من، قبل اتفاقية السلام وبعدها، رؤساء وممثلي الاحزاب في الحكومة الوطنية -حقيقة لم تكن المواقف داخل مجلس الوزراء مؤسسة على حزبية، قد تجد نفسك مائة بالمائة مع رأي شخص من حزب آخر، وقد تجد نفسك ضد رأي طرحه شخص قيادي بالمؤتمر الوطني، لأنها كانت النظرة للمقترح من ناحية المصلحة وليس من اين جاء، فالشعبية هذه شئ آخر، لكن من حيث المواقف كانت تجربة قطعاً فيها إشارة واضحة جداً إلى أن فيها نوعاً من التفريق بين الموقف الحزبي والقضية الوطنية.
* د. نافع حكومة الـ (77) والآن إثنين صارت (79)، السؤال الذي يطرحه الناس أنه جاءت أسماء غير معروفة فكيف يختار المؤتمر الوطني الأسماء.. هل بالموازنات السياسية أم القبلية أم بالكفاءة..؟
– أم كل ذلك؟ الإجابة هي كل ذلك في الحقيقة، كفاءة ومحاولة تمثيل جغرافي والتمثيل الجغرافي أصدق من التمثيل القبلي، لكن الحكومة الأخيرة أعتقد انها قصدت، والأخ الرئيس قصد وبذل جهداً كبيراً جداً وتحدث مع كل الناس…
* قصد أن تكون موازنات قبلية…؟
– لا.. قصد اولا أن تكون فيها مجموعة كبيرة من الشباب، وأنا أعتقد أن هذه محمدة حقيقية في اكثر الوجوه، وأنا أعتقد أنهم شباب جيدين جدا وآمل أن يرثوا المؤتمر الوطني ويرثوا الجهاز التنفيذي عن المؤتمر الوطني، وقصد فيها أيضاً -واعتقد أنها قد تكون إشارة- أن تأتي وجوه جديدة من مناطق مثل دارفور وغيرها، وأعتقد أنه مقصد له ما يبرره – شريطة أنهم أعضاء مؤتمر وطني حقيقيين وقويين وأصيلين، وأنهم أصحاب تخصص في هذه المجالات، ولا أرى بأسا في ذلك وأنا سعيد جدا بتكوين الحكومة الجديدة.
* نحن تحدثنا عن تكوين الحكومة ورأينا أن الغرض منه التجديد؟
– نعم.. كان جيداً فعلاً.. ولو لاحظت فهو ليس الشباب فقط لكن حتى غير الشباب هناك من يدخلون الوزارة لأول مرة، وهذا تجديد أيضا.. التجديد هو أن يكون هناك شباب وأن يكون هنالك من يتولون مواقع لم يتولوها من قبل، قد يكون هناك من تولى منصب الوالي لكنه لم يتول منصب وزير اتحادي وأعتقد ان هذا تجديد…
* ويمكن أن يتحول الشخص من منصب الوالي إلى وزير؟
– (أنا شخصيا لوزير دولة ممكن أنزل).
* لكن مثلا أبو القاسم إمام والي غرب دارفور اعتذر.. ماذا يعني ذلك هل سيعود للتمرد أم ماذا؟
– هو يقدر أين مصلحته إذا كان يعرفها، لم نخطئ في حقه، لكنه يخطئ في حق نفسه إذا ارتكب مثل هذه الحماقة.
* إذا عدنا إلى قضية دارفور.. البعض يرى أن الدولة استهانت بالأمر في البداية واعتبرت ما يحدث مجرد نهب مسلح وقطاع طرق.. فهل هذا صحيح؟
– دعني اقول إن الدولة لم تستهن بالأمر، لكن تحركت فيه التحرك الذي كان يمكن أن تقوم به قبل حين أكثر تأخراً -نسبياً-، والسبب أن الحكومة كانت تعول كثيراً جداً على حسم القضية في دارفور بأعراف دارفور ووسائلها، ثم انتقلت إلى مرحلة وضعت فيها الأمر تماماً في أيدي أبناء دارفور وهم حكام بتكوين الآلية التي تعلمها، واعطى رئيس الجمهورية الآلية برئاسة الفريق إبراهيم سليمان كل الصلاحيات، لكن اعتقد أن الحكومة اكتشفت بعد حين أن هذه الآلية لم تكن قدر التحدي.
* هل يمكن أن يقام إستفتاء أبيي مع استفتاء الجنوب في ظل التعقيدات الراهنة، وهل هذه المسألة واردة في ظل المعطيات التي لديكم؟
– الذي نعرفه في أبيي، أننا مع حل قضية أبيي، تحل غداً وتدرك الإستفتاء ليس لدينا مانع.. لا تحل بعد عشرة أعوام هذا شئ آخر…
* بمعنى أن عدم الحل سيؤجل الإستفتاء بالتأكيد؟
– نحن لا نقول بذلك، إذا كان الجنوب يريد إجراء استفتاء بدون أبيي فهذه نحن ننظر فيها ويقدم لنا فيها مقترح، نحن لن نحل قضية أبيي حلاً غير عادل لكي تدرك الإستفتاء، لنعجل بالحل إدراكاً للإستفتاء.
* أنت تقصد تصويت المسيرية بالحل العادل؟
– الحل العادل أن يكون للمسيرية الحق في التصويت، لابد أن يكون للمسيرية المقيمين في أبيي حق التصويت.
* هل يمكن أن يحدث أي تنازل من المؤتمر الوطني في هذا الجانب؟
– لا يمكن أن يحدث إلا حلاً توافقياً وليس تنازلاً.
الراي العام