أكّدَ د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني، مساعد رئيس الجمهورية، أن الانفصال أصبح هو الأرجح، وأن فرص الوحدة باتت أقل بكثير جداً، لكنه قال إنه لن يقود الشمال إلى كارثة، ووصف الحديث عن الوحدة الجاذبة من قِبل الحركة بأنه محاولة للإستيلاء على الشمال، وانتقد موقفها الرافض لإكمال ترسيم الحدود قبل الاستفتاء، وقال إنّ هذا الأمر يعني وجود (نيّة مبيتة) من قبلها لافتعال حرب مع الشمال، وجدّد التزام المؤتمر الوطني بالعمل من أجل الوحدة كخيار استراتيجي.
وقال د. نافع في حوار شامل مع «الرأي العام» تبدأ نشره إعتباراً من اليوم، إن الوحدة ظلت قناعة عند الكثيرين بالمؤتمر الوطني، لكن إفصاح الحركة عن نواياها كل ما تقدم الزمن لقناعة أو شبه إجماع الآن بأن فرصة الوحدة أقل بكثير من فرصة الانفصال، وانتقد من يحاولون تصوير الانفصال بأنّه كارثة على الشمال، وقال إن الشمال لا يعيش على الجنوب – وهذه معلومة -، وتابع: إنّ القدر الذي يَردنا من بترول الجنوب وما يصرف منه على الإقليم والأمن وكثير من القضايا المرتبطة به ربما يجعل العائد منه قليلاً جداً. واتهم نافع، الذين يتحدثون عن الوحدة الجاذبة بأنهم يقصدون غير ما يقولون، وقال إنها (كلمة حق أُريد بها باطل مائة بالمائة)، وأضاف أن الوحدة الجاذبة عند بعض قيادات الحركة تعني أن تستولي على الشمال، وقال إنّ برنامج السودان الجديد، يلغي هوية السودان وتوجّهه الفكري والحضاري وتنوعه الثقافي ويؤمن بثقافة هذه القلة التي تستوردها من خارج حدود السودان، وأوضح أن ذلك لا يجعل الوحدة جاذبةً، وإنما يجعل السودان كله ضائعاً شماله وجنوبه، واعتبر نافع، الإشارة إلى أن تعنت الحركة في ترسيم الحدود هو (نيّة مبيتة) لاستبقاء ما تفتعل به الحرب مع الشمال. وقال: (ربما هذا هو السبب الرئيسي لبعض قادة الحركة الذين يودون ويحلمون – ربما – أو يحلمون من وراء البحار بأن افتعال الحرب هو الذي يعود بأمل السودان الجديد، وهي كلها أحلام بائرة)، وأضاف أن الأوجب والأصح أن نرسم الحدود قبل الاستفتاء. وقال إنّ الحرب لن يمنعها ترسيم الحدود، ولن يأتي بها عدمه، وأبْدى نافع، استغرابه من الدعوة لوجود قوات دولية، وأكد أنها لن تستطيع دخول السودان دون موافقة الحكومة، وقال إن الحديث عن الانفصال لن يَفت من عُضد المؤتمر الوطني في أن يسعى للوحدة ليلاً ونهاراً وبكل ما أُوتي من قوة.