الثقة، ركيزة من ركائز استقرار الشراكة الزوجية بين الشريكن المتشاكسين خِلقة، وان كانت مسألة الثقة تختلف حسب نوع الشريك زوجا أو زوجة .. فـ من ناحية ثقة الرجل في زوجته، فهي ليست محل نقاش ولا تحتمل الحوار، فالدين والاخلاق والعرف يلزم الزوجة بأن لا تفعل في سرها وجهرها، إلا ما يرضى عنه الزوج ويرضاه .. وان تكون عامرة القلب بالاخلاص الذي يجعلها تتصرف في غياب زوجها، كأنها تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراها، وان لا تفعل من وراءه ما يغضبها إذا صدر عنه هو، بالتالي فليس من اللائق أن ترتضي الزوجة لنفسها التعامل المفتوح مع معارفها واقاربها وزملائها في العمل، بينما إذا ما ضبطت زوجها في حالة (رفع كلفة) مع احداهن حاسبته حساب الملكين:
الرشاقة الزايدة عليك شنو؟ قاعد تتراشق وتضحك زي الماسكاك أم فريحانة.
أثناء انشغال (معزّة) بكتابة تقرير طلبته منها مديرتها المباشرة (المسيخة)، سمعت صوت نغمة الموبايل تنبئ بوصول رسالة نصية .. فتحتها في حيرة عندما وجدت انها من أحد اقربائها ولكن الصدمة كانت عندما قرأت ما جاء فيها:
لا شوفتا تبل الشوق .. ولا ردا يطمئن
اريتك تبقى طيب انت .. أنا البي كلو هين
احست (معزّة) بالارتباك والاستغراب الشديد، فما بينها وبين قريبها صاحب الرسالة التي تحكي عن لوعته، لا يتعدى التعامل الاخوي الذي تقتضيه صلة القرابة بينهما، ولكن قبل أن تفكر في رد الفعل المناسب على تلك (الخلعة)، رنّ الموبايل واسم صاحب الرسالة يتقافز على الشاشة .. ضغطت على الرز الأخضر وكل مصطلحات قاموس الشتائم تحتشد على اطراف لسانها، ولكنها اجبرت على ابتلاعها عندما ناداها صوته من الطرف الآخر للخط:
معليش يا معزّة .. أنا آسف شديد .. كنتا عاوز ارسل الرسالة دي لزميلتي في المكتب وجاتك بالغلط لاني مسجل اسمها جنب اسمك !!
القى باعتذاره الماء البارد على نار غضبتها فردت بـ (معليش .. حصل خير) ثم انهت المكالمة، لتجتاحها حالة مستعصية من الفضول لمعرفة ما وراء الخبر، فقريبها صاحب الرسالة زوج (مخلص ومحب) وأكرمه الله بالبنين والبنات، وبالتالي فان اشواقه الـ (النعامية) تنذر بقرب وقوعة في شرك (الزميلة) و ارتكابه لفادحة التطبيق.
موقف (معزّة) الطريف مع قريبها، يدعونا للتأمل في مسألة الثقة في شريك الحياة الرجل، فـ (تحركات) الرجل من وراء زوجته مقبولة ان كانت نيته في الحلال لأن الحرب خدعة .. اقيفن ما تاكلوني بي سنونكن ساي يا نسوان !!
مش الراجل محللات ليهو أربعة ؟ يبقى أحسن نسمح ليهو بممارسة بعض التغطية الأمنية والكذب الأبيض على الزوجة، لتجنيبها الآلام بقدر المستطاع على الاقل حتى يحين اوان وقوع الفأس في الراس وتأتيها صاحبة الرسائل بـ (الدرب) العديل !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com