ظاهرة جديدة قبل مراسم الزواج

الزواج سنة الحياة ويحتاج لتأن كبير في اختيار شريكة أو شريك الحياة، لذلك فإن اتخاذ القرار فيه يكون بعد تفكير طويل وفترة للتعرف على الطرف الآخر جيداً من حيث الطابع والصفات والعادات وغيرها حتى يكون الزواج ناجحاً، وجرت العادة دائماً في المجتمعات السودانية بتحديد فترة للتعارف بين الشريكين عرفت بمرحلة (الخطوبة) ليدرس فيها كل واحد منهما الآخر.. ولكن تلاحظ في الفترات الأخيرة انحسار مرحلة (الخطوبة)، واختصرتها العديد من الأسر.. فعندما تزور أسرة العريس أسرة العروسة للتعارف وتتم قراءة الفاتحة إيذاناً بموافقة أهل العروسة على طلبهم، يتدخل كبار الأسرتين ليختصروا طريق الخطوبة بعقد القران..

آخرلحظة وقفت عند أسباب انتشار هذه الظاهرة وإيجابياتها وسلبياتها والعواقب التي تنتج نسبة لهذا التسرع، وأجرينا عدداً من الاستطلاعات مع شرائح المجتمع المختلفة.. وهذه هي الحصيلة:-

في البداية تحدث الأستاذ أبوبكر ميرغني وقال: إن عزوف العرسان الشباب يعزى إلى تكاليف الزواج العالية، مما أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة التي تدفع الأسر للموافقة على تزويج ابنتهم لأول طارق للباب وتعجل بالزواج، وأحياناً تكون مثل هذه الزيجات ناجحة، ولكن أغلبها فشل، وذلك لعدم معرفة الطرفين جيداً، وأخيراً فإن الفتاة هي وحدها هي من تدفع ثمن استعجال أسرتها وتجد نفسها بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن تعيش تعيسة طوال حياتها وإما أن تحمل لقب (مطلقة).

وأشار الدكتور ياسر حبيب الله إلى أن الأسر أحياناً تلجأ إلى تزويج بناتها بهذه الطريقة التي أسماها (حيلة)، خوفاً من هروب العريس، خاصة إن كانت الفتاة قد تعدت مرحلة الزواج. لذلك اعتقد بأن مصير مثل هذه الزيجات هو الفشل لانه لم يبني على أسس سليمة..

أما المحامية رابحة محمد فقالت إن لها رأياً مخالفاً لكل من يجزم بفشل مثل هذه الزيجات وأشارت إلى أن هذه الطريقة هي الأنسب في الزواج لأنها تختصر ترتيبات كثيرة وعادات أصبحت باهظة التكاليف أدت لعزوف الشباب عن الزواج ونفت أن تكون مثل هذه الزيجات فاشلة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أقلهن مهراً أكثرهن بركة).

آخر لحظة

Exit mobile version