* تخيلوا معى كيف تكون حالة الحاج النفسية والبدنية وهو يرمي الجمرات بآخر ما لديه من طاقة وقدرة وصفاء ذهني ونفسي وروحي؟ .. إنه بالتأكيد يفعل ذلك وهو يحس بالعبء الكبير الذي يقع عليه فيحاول التخلص منه بأسرع ما يكون برغم ما في الحج من متعة روحية كبيرة !!
* والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا .. ( لماذا يتعين على الحجيج السودانيين أن تكون إقامتهم كل عام في (أول مزدلفة) وليس قريبا من منطقة الجمرات كما هو الحال بالنسبة لعدد كبير من حجيج الدول الأخرى؟!
* نفس هذه المشكلة واجهت الحجاج في أماكن عديدة في مكة، وعلى سبيل المثال فلقد كانت مساكن الحجيج السودانيين بعيدة جدا عن منطقة الحرم وكانوا يعانون الأمرين في الرحلة التي قد تكون خمس مرات يوميا بين أماكن إقامتهم والحرم المكي، ولقد واجه هذه المشكلة حتى بعض حجاج الحج السياحي (مجموعة بنك الخرطوم كمثال) الذين دفعوا 12 ألف جنيه (12مليون قديم) بالتمام والكمال مقابل حج مريح فكان حجهم أكثر صعوبة من الحجيج العاديين بعد أن غرر بهم بعض أصحاب الوكالات وأخذوا الفلوس الزائدة مقابل لا شئ تقريبا، وسيكون لي وقفة خاصة بإذن الله مع حجاج بنك الخرطوم والمقلب الكبير الذى شربوه من وكالة (أسفار) أو (أصفار) كما أسماها الحجاج !!
* بالاضافة الى مشكلة بعد المسافة، فلقد عانى معظم الحجيج السودانيين من سوء وضيق المخيمات، ففي (منى) كان نصيب كل ( 45 ) حاجا مساحة لا تزيد عن ( 6 × 3 ) مترا، أي انك إذا رقدت على جنبك الأيمن يجب عليك أن تظل على هذا الوضع حتى الصباح، وإذا مشيت لا بد أن تقفز كما يفعل الأرنب، مع انعدام المراتب والنوم على مفارش بلاستيكية على أرض صلبة، وحتى ماء الشرب كان الحجاج يشترونه من مالهم برغم أنهم دفعوا تكلفة الحج كاملة والتي تفوق (7) ملايين جنيه، لم يجنوا منها شيئا سوى الخداع والعذاب !!
* انها مسألة تحتاج بكل تأكيد الى طرح شفاف وصريح وجريء، وهو ما أسأل الله الكريم أن يوفقني فيه، كما تحتاج الى نقاش عميق وحوار مستمر من وزارة الأوقاف، وبينها وبين الجهات الأخرى في الداخل والخارج التي تتولى خدمة الحجاج!!
* غدا بإذن الله يتصل الحديث، انتظروني !!
صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
23ديسمبر ،2009