قيادى بالمؤتمر الوطنى يطالب بمعاملة الشمال للجنوب بالمثل فى حال منح الحركة الشعبية جنسيات دولة الجنوب للشماليين

رسم الاسقف قوبريال روريج امين امانة بحر الغزال الكبري يقطاع الجنوب بالمؤتمر الوطنى صورة قاتمه تلفها روح اليأس تجاه امكانية انقاذ خيار الوحدة الوطنية باشارته الى ان اهل الجنوب يفضلون الاصطراع بينهم وتاسيس دولة تفتقر لكل عناصر البقاء والنجاح على الاستمرار فى الوحده

وقال ان قرار اهل الجنوب باغلبية اكثر من 90% يحتم ان ندعهم لان ( يجربون حظهم ) وحمل الاسقف روريج طرفى اتفاق السلام مسئولية الخلافات الدائرة بينهما خاصة فى امر الحدود وقال ان اعاقة الترسيم تعنى اضمار نيه الحرب وقلل فى حواره مع وكالة السودان للانباء من تاثير القيادات الجنوبية من الرسميين والقيادات الاهلية ممثلة فى السلاطين فى التاثير على حث الجماهير من اجل دعم خيار الوحدة الوطنية

وعلل روريج تقصير القيادات الجنوبية فى صفوف المؤتمر الوطنى عن ماكان يرجى منها من دور فى دعم توجهات الحزب الوحدويه الى ان اتفاق السلام جردهم من السلطات التى كانت ستمكنهم من الاضطلاع بهذا الدور لانه منح السلطة والمال والجيش للحركة الشعبية

وطالب بعد اشارته الى ان الحركة الشعبية قد تفاجئ الجميع بمنح الشماليين فى الجنوب جنسية الدولة الجديدة بان تعامل دولة الشمال الجنوبيين لديها بالمثل باعتبار ان الجميع فور اعلان الانفصال تسقط عنهم الجنسية شمالا وجنوبا وخفف فى هذا الصدد من التصريحات التى اطلقها وزير الاعلام حول حقوق الجنوبيين بعد الانفصال وقال انها لم تكن مقصوده وتتحدث من مطلق القانون الدولى ونفى بشده فى هذا الصدد ان يكون هناك تناقض او عدم انسجام بين هذه التصريحات ومااطلقه كل من رئيس الجمهورية رئيس الحزب المشير عمر البشير والدكتور نافع على نافع نائب رئيس الحزب مساعد الرئيس واشار الى ان هذه التصريحات تتلاقى فى انها تنطلق من اسس مختلفة

وفى مايلى نص الحوار :- -س : فى البدء نود الاستفسار عن الحالة الملاحظة لعدم تكافؤ آليات وفرص الحركة على مستوى الجنوب فى الترويج لبرنامج المؤتمر الوطنى فى طرحه لخيار الوحدة مقابل ماتقوم به الحركة الشعبية رغم ان الكل كان يراهن على حنكة وقدرة وتجارب قيادات المؤتمر من ابناء الجنوب مقارنة مع كوادر الحركة الشعبية التى اتت من الغابة لكراسي السلطة

ولماذا هذا التحفظ والانكماش منكم تجاه ماتمور به الساحة فى امر مصيرى كان يعول فيه عليكم كثيرا لمناجزة ومنازلة الحركة وسط اهل الجنوب المعنيين بحق تقرير المصير ؟

– ج : اولا وكما ظللت اكرر دائما فان المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية صارا شريكين لا ثقة بينهما ، ثانيا نحن كجنوبيين فى المؤتمر الوطنى فعلا كنا فى البداية متحفظين فى اول ايام المباحثات وبعد ان جاء الاتفاق واعطى كل شئ للحركة الشعبية 70% سلطة وجيش ومال ، ليبقى الموجود من القيادات الجنوبية فى المؤتمر الوطنى قد اخذوا جانبا باعتبار انهم كانوا لايريدون اثارة المشاكل والاحتجاجات حتى لا يقال لاحقا ان الجنوبيون وحدهم هم من خرق اتفاق السلام الشامل لذلك اى قيادى من الجنوب فى المؤتمر سكت حتى لا يحسب الامر عليه ، وفعلنا هذا لان المؤتمر الوطنى بالفعل كان يريد ويسعى من اجل السلام واذا اتى السلام فلا داعى لاثارة المشاكل حول المناصب والوظائف والتزمنا بالسير مع تنفيذ الاتفاقيه حسب ماجاء فيها ، الا ان طرفى الاتفاق حين التفاوض حول اجراء عملية القسمة للسلطة لم يفطنا الى انه سيكون هناك يوم ( اسود ) هذا اليوم الاسود الذى يتم الاحتياج فيه لمثل هذه القيادات بعد ان حدثت المشاكل بين الشريكين ولم يعد هناك انسجام بينهما

وبعد هذا اتى الزمن الذى احتاج فيه المؤتمر الوطنى لكى ترفع القيادات الجنوبية فيه صوتها وبالفعل حاولنا ذلك لكن ماذا بمقدوك ان تفعل اذا لم يكن بيدك سلطة ، وانا اليوم اذا اردت السفر الى جوبا او واو لاحدث الناس ساواجه باسئلة عديده لا استطيع الاجابة عليها لان الشريكين ضيعا الزمن فى المشاكل وكل واحد اخذ اتجاه المؤتمر الوطنى اتخذ اتجاه ان يكون وحدويا ونحن كقيادات مؤتمر قلنا نعم والحركة الشعبية اخذت اتجاه ان تكون انفصالية

والسؤال عن اين دور القيادى الجنوبي فى المؤتمر الوطنى فى هذا التوجه ؟ ليس هناك اى امكانية ان تقول شيئا او تنفرد باننا نريد انفصال او وحدة وطنية ، والان اذا طالبت فى الجنوب بالوحدة فلنا تجربة حيث ارسلنا وفود وعدد من الاشخاص فماذا وجدوا ؟ وانا دائما اقول لناس الاعلام بان السؤال عن هذا الدور ( حقو تخلو السؤال عن ان قياديي الجنوب فى المؤتمر لم يفعلوا شيئا للجنوب ) وماذا تفعل اذا كنت تحمل عصا والاخر يحمل بندقيه

لا يوجد تكافؤ لذلك لازم نمضى على خط المؤتمر الوطنى

– س: وماذا عن دور سلاطين الجنوب كقيادات شعبيه وسط اهل الجنوب على مستوى الخرطوم والشمال عموما خاصة اولئك الداعمين لتوجه المؤتمر الوطنى فى الحفاظ على الوحدة الوطنية بحث اتباعهم وتنويرهم باهمية ان يبقى الوطن موحدا ؟ – ج : اما السلاطين

اول شئ اقول بصراحة هؤلاء فى الجنوب ليس لديهم سلطة لانه فى الجنوب هناك يوجد النظار القدامى والسلاطين الحقيقيين

وهذا السلطان الذى فى الخرطوم اذا اراد ان يذهب الى الجنوب لايدعى هناك انه سلطان اذ انه مجرد ان يصل الى كوستى يخلع القماش الذى يدعى به هنا انه سلطان ويدخل الجنوب كمواطن عادى وليس له اي سلطة ولذلك فهو لا يقدر على ان يحقق شيئا

– س: عنيت دورهم هنا على مستوى الجنوبيين بالشمال اليس لهم تاثير ؟ – ج : بعد السلام اى سلطان حقيقي اخذ موقعه فى الجنوب اما هؤلاء الذين فى الخرطوم الذين نسميهم ( بالكباتن ) يقومون فقط بتنظيم المعسكرات ، مثلا معسكر ود البشير يعين له سلطان ممثلا للسلطان الاصلى بالجنوب ، معنى ذلك ان وضعهم هو ذات وضع القياديين بالمؤتمر الوطنى يعنى ليس لديهم سلطة ، لقد ضاعت سلطتهم وليس لديهم اى شئ وهم مواطنين عاديين فى الجنوب وهم هنا بالشمال نحن من صنعهم ، والحركة الشعبية الان ترفع صوتها جهرا امام الجماهير بتوجهها فى المعسكرات ، وماذا لو اعطتنا الحكومة

.. الا ان الامر يعود لقيادة المؤتمر الوطنى ونحن لم نمكن ، ولم توفر لنا الحماية

فى الجنوب السلطان لديه عربة ومرتب وبنى له منزل ويتلقى ابناوه التعليم المجانى ،هل يوجد هذا بالشمال ؟ ام هل تفعل ولاية الخرطوم هذا!!! – س : هل هذا يعنى ان السلاطين انحازوا لمن يوفر لهم هذه الامتيازات ؟ – ج : نعم هذا ماحدث لانه وببساطة اقرب مثال فان الحركة الشعبية بعد السلام كونت مجلس للسلاطين بالخرطوم ولهم مقر فى الخرطوم ( 2 ) برئاسة السلطان دينق مشان وما اسس لهم من مكاتب فخمة لا يمكن مقارنته بمكاتبنا هذه

فهل كان للسلاطين مكاتب !! انهم كالعادة كانوا يودون اعمالهم تحت الاشجار

اما السلاطين التابعين لنا فى المؤتمر الوطنى المفروض يكون عندهم مكاتب الا اننا بقدر ماطالبنا بذلك لم نجد الاستجابة الامر الذى دفع معظمهم للتفلت والذهاب للطرف الاخر حيث المرتبات الشهرية التى تتراوح مابين ( 500 700 ) جنيه ولم يبق معنا الا القليل من المتمسكين بالحزب

– س: بما قدمت من صورة للوضع الراهن وتداعيات الاحداث على الساحة السياسية فيما يتعلق بامر الاستفتاء ومايتعرض له من ضغوط وتدخلات خارجية كانما هناك ايحاء قوى وحالة من فقدان الامل فى امكانية صيانه الوحدة الوطنية !!! – ج : انا لا اقول ان الامل مفقود ولكن اتفاق السلام هو ما تسبب فى ذلك حيث طرح الامر على خيارين وحدة او انفصال واعتبر الناس فى الجنوب ان ما اتيح بالاتفاق يمثل فرصة انتظروها على مدى اربعة وخمسين عاما ووجدوها الان ولن يفرطوا فيها ، الامر الذى يجعلنا فى موقف قدر ماندعو للوحدة يقال لنا لا ، يجب ان نجرب الانفصال اولا ، الامر الذى وضع الوحدويون فى الجنوب فى موضع انهم قدر مايتحدثون سوف لن ياتون بالوحدة لان هناك اكثر من 90% من الجنوبيين مع الانفصال ، ونجد ان حتى رئيس حكومة الجنوب ومجلس وزرائه والبرلمان وحكام المقاطعات ومعتمدى المحليات يتحدثون بلسان واحد يدعو للانفصال ، فكيف يكون حالنا فى مثل هذه الاوضاع ؟ – س: انتم فى المؤتمر الوطنى على مستوى القيادات الاتحادية وعلى مستوى المكتب القيادى وقطاع الجنوب تلاحظ خلال الفترة الاخيرة بروز مايشبه التعارض او التناقض فى التصريحات الاعلامية حول مرحلة مابعد الانفصال ومصير اهل الجنوب بالشمال ما السبب ؟ – ج : الامر فى الاصل مسئولية وكمال عبيد كان يتحدث بناءا على الاسس الدولية وماقال نظريا غير موفق رغم ان القانون الدولى يقول عند انفصال الدولة المواطن التابع للدولة الجديدة يفقد حقوقه ولكن هناك شئ اخر الناس لا يعرفونه وهو ان الجنوب لو انفصل يعنى ان الجنسية السودانية تسقط عن جميع اهل السودان من ان يعمل الشمال على جنسيات بارقام متسلسلة جديدة ، ولهذا اتى كلام الرئيس ليعنى ان كل حقوق الجنوبيين فى الشمال قبل استخراج الجنسيات الجديده محفوظة على مسئوليته وذات الامر اتى نافع ليقول به لانه يعرف ان هؤلاء الناس كانوا يعيشون معا ويعرف ان هناك شماليين بالجنوب يمكن ان يفاجاء الناس بان تمنحهم الحركة الشعبية جنسيات دولة الجنوب وستفعل ذلك ، ولو الشماليين هناك منحو الجنسيات فى الجنوب فلماذا لا يكون التعامل بالمثل ، والمعايير الدولية لو تم تحكيمها وبعد اسقاط الجنسية يتم الترحيل وفقا لبرنامج متفق عليه ، مثل ماحدث مع مصر عند اعلان السودان للاستقلال من داخل البرلمان الم يكن هناك سودانيون تم ترحيلهم وترك الخيار لمن اراد الاقامة فى مصر ، وتوارد مثل هذه التصريحات التى قلت انها متضاربه لايعنى ان المؤتمر الوطنى فى قيادته غير منسجم او متناقض ولكن المؤتمر الوطنى قال هذا الكلام باسس مختلفة

– س : القول السائد ليس فى صحة او عدم صحة كلام السيد وزير الاعلام ولكن الخلاف حول التوقيت وعدم مناسبته

– ج : انا قمت فى حينها بالرد على كلام الدكتور كمال واقول ان اللغة التى استخدمها كانت لغة جافة وهو بصفته وزير اعلام وناطق رسمى باسم الحكومة ، وكان لابد لنافع ان يرد على هذا الكلام ويشرح ويقول علينا الحماية والمسئولية كمؤتمر وطنى ، وانا اقول ان كلام الدكتور كمال عبيد لم يكن يقصده واتى عفوا ولكن حسب عليه ، واكرر القوم ان جنسية كل السودانيين يوم اعلان انفصال الجنوب ستسقط لنجلس من جديد لعمل احصاء جديد لعدد الشماليين والنمر المسلسلة وكذلك الجنوبيون يذهبون ويجلسون للبدء من الصفر يعنى كلنا فى ذات المطب ، والشماليين فى الجنوب رعايانا ولم يقل شخص هذا الكلام ، وانا متأكد ان ناس الحركة الشعبية لن يقولوا لهم اذهبوا بل سيضعوا لهم برنامج لان الجنوب اصلا يحتاج لهؤلاء الناس فى النواحى الاقتصادية لانهم تجار وهم ناس ( كويسين ) وهم يمكن ان يكونوا جنوبيين بمنحهم الجنسية اذا ارادوا ذلك باعتبار ان جنسيهم سقطت تلقائيا بالانفصال كما الكل اذا ما اختار البقاء بدولة الجنوب ولهم هذا الخيار

– س : يشكك البعض فى امكانية قيام دولة الجنوب بعد الانفصال نتيجة للموقع الجغرافى المغلق ونقص البنيات التحتيه والكوادر المؤهلة لادارة امر هذه الدولة ماتعليقكم ؟

– ج : هذا الكلام كان ممكن بالامس لان الجنوبيون اليوم قرروا انهم ذاهبون وحتى لو اصطرعوا بينهم يجب يذهبوا. ونحن فى المؤتمر الوطنى كان من الواجب ان نتحسب اليه منذ وقت مبكر ، لكن الناس كانوا يعتقدون ان الفترة الانتقالية الستة اعوام طويلة ولن تنتهى ولكن الناس ( تورطوا فيها ) والمؤتمر الوطنى لايمكن ان يتراجع اليوم ويقول ( والله الجنوب ليس لديه اى شئ لذلك نريد ان نخرق الاتفاقيه ) ويدخل نفسه فى مشاكل ويخنق ( رقبته ) مع المجتمع الدولى ، هذا واقع ودعوهم يجربون حظهم

– س : هناك تسريبات اعلاميه تدعى ان وفدا من قيادات الجنوب طلب من الرئيس البشير بصفته رئيسا للجمهورية الاعلان عن ايقاف الاتفاقية والغاء الاستفتاء من منطلق سلطاته ورعايته للمصالح العليا للوطن ودفع اضرار الانفصال الوشيك فى ظروف غير مواتيه مامدى صحة وامكانية مثل هذه الخطوة ؟ – ج : ليس هناك جنوبي فعل او قال هذا الكلام ولا حتى شمالى قال ذلك ورئيس الجمهورية ليس هناك احد يملئ عليه ان افعل ولا تفعل لانه المسئول الاول عن ارواح المواطنين ولا يمكن لى ان اذهب للرئيس واقول له قم بالغاء الاستفتاء ، وقد فعل جعفر نميرى هذا من قبل فماذا حدث

هذا الكلام غير صحيح وانا لم اسمع به او ارى شخص من الجنوب ذهب للرئيس وتقدم بمثل هذا الطلب ، وحتى الرئيس لن يقبل هذا الكلام لانه ظل يؤكد دوما على ضرورة تطبيق حق تقرير المصير لانه يريد لهذا البلد ان يعيش فى سلام

– س : وحتى يعيش هذا البلد فى سلام كان لابد لقيادة الحركة ان تتعاون فى مسالة اكمال ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب قبل اجراء الاستفتاء حيث ان حدوث الانفصال والوضع على ماهو عليه الان قد يدخل الناس فى صراع اشرس من ذلك الذى تم انهاؤه باتفاق نيفاشا لانه حينها سيكون بين دولتين ونكون كاننا لم نفعل شيئاً

ماتعليقكم ؟ – ج : موضوع الحدود هذا ظللت اؤكد دوما على ضرورة حسمه اذ كيف يتم الاستفتاء دعك عن الاستفتاء السجل ذاته كيف يتم؟ فالمفروض المفوضية المختصة تعالج هذا الامر وتحسمه لاننى اليوم لو ذهبت لمحل وفيه خط التماس هذا كيف اسجل وابيي تابعة للشمال وهذا الكلام الذى تقول صحيح لكن يتوقف على الشريكين هم المفروض يجلسوا لحسم امر الحدود

– س : الا ان المعضلة الاساسية تتمثل فى خلاف الشريكين حول شرطية وعدم شرطية حسم الامر بالنسبة للحدود قبل الاستفتاء والزمن يمضى !!! – ج : خلال عملية التفاوض قبل التوقيع النهائي وهما الاثنان معا ما يقولانه الان غير صحيح

بالنسبة للحركة ( انت اليوم لا تدخل بيت وانت لا تعرف حدودك اين هى ، ويعنى هذا انك تريد الحرب ) فالخطأ مشترك.

سونا

Exit mobile version